أعلنت جماعة "الإخوان المسلمين" وحزب "الوفد" أمس الأربعاء الانسحاب من جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشعب المقررة الأحد المقبل احتجاجا على ما شابها من عمليات "تزوير وعنف"، في ضربة قوية لمصداقية الانتخابات التي واجت انتقادات واسعة من جانب المعارضة والمراقبين، وهو ما يعني إخلاء الساحة أمام الحزب "الوطني" لتحقيق فوز كاسح خلال الإعادة. وأعلن الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين في بيان أصدره الأربعاء أن الجماعة – التي لم يفز أي من مرشحيها ال 130 في الدورة الأولى من الانتخابات- قررت مقاطعة انتخابات الإعادة، المقرر إجراؤها يوم الأحد القادم، وسحب جميع مرشحيها الذين يخوضون انتخابات الإعادة، والبالغ عددهم 27 مرشحًا، بمَن فيهم المرشحة على مقعد "الكوتة". وقال إن "قرار الانسحاب جاء بعد مراجعة مجلس شورى الجماعة الذي قرر بأغلبية 72% مقاطعة انتخابات الإعادة كخطوة احتجاجية على ما حدث في انتخابات الجولة الأولى، خاصة أن المشاركة في الانتخابات الأولى حققت أهدافها من خلال بث الإيجابية في الشعب المصري والتفافه حول شعار "الإسلام هو الحل"، ونزع الشرعية عن نظام الحكم الفاسد المستبد الذي انتشرت فضائحه في أرجاء العالم". لكنه قال إن هذا لا يعني تغييرًا في إستراتيجية "الإخوان" بالمشاركة في جميع الانتخابات، لكنه "موقف فرضته الظروف الحالية، وكل حالة تقدر بقدرها"، وأضاف "سوف نستمر في كل الإجراءات القانونية التي تُلاحق المزورين والمفسدين لإبطال هذا المجلس المزور ولإحقاق الحقِّ وإعادته إلى صاحبه الحقيقي وهو الشعب". وقال إن "عدم المشاركة في جولة الإعادة هو إعلان لاحتجاجنا على هذا الاغتصاب والفساد، ويزيد من عزلة النظام عن الشعب، ويثبت أنه يهدد مبدأ المواطنة ويُكرّس رفض الآخر، كما يُكرِّس الفساد والديكتاتورية والاستبداد". من جانبه، اتهم الدكتور عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد، المتحدث باسم الجماعة، الحزب "الوطني" الحاكم بأنه ارتكب جريمة تزوير مكتملة الأركان حيث توسع في استخدام البلطجة ضد جميع المرشحين مما حدا بالجامعة للانسحاب من الانتخابات باعتبارها مأتما للديمقراطية. وأضاف في تصريح ل "المصريون" عقب الإعلان عن قرار الانسحاب من جولة الإعادة "لم يتصور الإخوان يوما حينما اتخذوا قرارا بالمشاركة أن النظام سيتبنى هذا النهج الإقصائي لجميع القوى المعارضة"، طاعنًا في شرعية مجلس الشعب القادم، قائلاً إنه سيكون "فاقدًا لأي شرعية بسبب الجرائم التي شابت العملية الانتخابية"، على حد تعبيره. مع ذلك شدد على رفض "الإخوان" اللجوء إلى العنف ردًا على ذاك، وقال إن الجماعة لن تلجأ لذلك ردا على عنف الحزب الحاكم، متهمًا "الوطني" بأنه كان يسعى لجر "الإخوان" إلى هذا المسار غير أن الجماعة تتمسك بالعمل السلمي لفرض الإصلاح في مصر "ولم ولن تلجأ للعنف". كما اتخذ حزب "الوفد" قرارًا مماثلاً بالانسحاب من جولة الإعادة، بعدما حدث في الدورة الأولى التي حصل فيها الحزب على مقعدين فقط. وصرح الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب أن الحزب لن يخوض جولة الإعادة المقررة الأحد المقبل، حيث كان مقررًا أن يخوضها على تسعة مقاعد. ودعا البدوي المكتب التنفيذي للحزب للانعقاد اليوم الخميس، لمناقشة ردود الفعل المناسبة حيال "التجاوزات التي تمت أثناء العملية الانتخابية وعمليات البلطجة والتزوير التي تمت بشكل فادح وعلني لأول مرة في تاريخ مصر دون أي مراعاة لمشاعر وكرامة المصريين، ودراسة الإجراءات التنفيذية لهذا القرار". على صعيد آخر، قدم المستشار بهاء أبو شقة مساعد رئيس الحزب وعضو الهيئة العليا ل "الوفد" استقالته من عضوية مجلس الشورى. وعلمت "المصريون" أن هناك اتجاها قويا بين أعضاء الحزب وقيادته بالمحافظات إلى الاعتصام بالآلاف داخل مقر الحزب احتجاجا على التجاوزات التي شهدتها العملية الانتخابية والتي شابتها انتهاكات واسعة كما أكد الحزب. وتتهم قيادات الحزب النظام الحاكم ب "عدم احترام أحزاب المعارضة التي طالبت بإجراء انتخابات حقيقية ونزيهة، والاعتداء على مرشحيها بكافة الأساليب "الهمجية التي لا يجب أن تحدث في بلد بتاريخ مصر"، بحسب قولها.