مسرحية كوميدية تراجيدية في آن واحد، توالت أحداثها المشهد تلو المشهد، والفصل تلو الفصل حتى أوشكت على النهاية ولكنها لم تنتهي بعد. أنتجها صاحب مال وسُلطة، وكتب أحداثها كّتاب مصريين وغيرهم، وأخرجها شيطان في صورة نظام. وتعدد الممثلون، فمنهم من أخذ دور البطولة ومنهم من أراد أن يصنع بطولة زائفة، ومنهم من أُرُيد له دور نصب له، ومنهم من كان قنوعا تمثل دور الكومبارس. جمهور المسرحية غريب الأطوار ، منهم من تابع بتركيز وتفاعل ومنهم من جلس على كرسي المسرح لأنه دعي الى الحفل مجاناً، ومنهم من جلس يضحك على همه وآخر يبكي جهله. تدور أحداث المسرحية طويلة ولكنها قصيرة إذا ما قورنت بالعمر، وتنطوي مشاهدها حتى تصل لذروتها والجميع في تركيز وفجأة يعلن المخرج عن انتهائها مبكرا قبل الفصل الأخير قائلاً لقد انتهت المسرحية. هكذا كانت انتخابات مصر، وليس العبرة بما جرى فهذا ليس بالجديد، ولكن العبرة بما هو آت ! فكثير من حضور المسرحية سيخرجوا من المسرح ناقمين أو لا مبالين بما في المسرحية التى انتهت قبل الفصل الأخير، ولكن لن يخرج آخرون. سيصب الكثير منهم جام غضبه على (الكاست) من منتج وموزع ومؤلف ومخرج وممثلين، حتى إن الكومبارس سيكون لهم نصيب من هذا الغضب. الحضور سيكونون هم أبطال الفصل الأخير من المسرحية.!! مسرحية انتخابات مصر ترسل لنا رسائل : رسالة إلى الحكومة ممثلةً في منتج ومؤلف وموزع ومخرج وبعض الممثلين: أن احذروا فلن يمر الفصل الأخير كما في السيناريو، و سيكون جمهور مسرحكم وابلاً عليكم شئتم أم أبيتم. فكونوا رجالاً ولو لمرة ، وأعتذروا لجمهوركم على سخافة مؤلفكم. وهذا بالطبع بعيد جدا عن طبيعة شخصيتكم المتكبرة التى لا تعتبر حتى وإن فقدتم من أيام قليلة أحد مؤلفيكم. رسالة الى الجمهور اللا مبالي متمثلا في شعب ترعرع بل غاص في سلبيته، أقول له : حتى متى، هل تنتظر أن تموت سريريا ! إن كان موتا فلكن شريفاً. وإن كانت حياة فلتكن عزاً. رسالة إلى الجمهور الغاضب وبعض من كان يظن أنه يفهم قواعد اللعبة. كونوا أبطال الفصل الأخير قبل أن ترفع الستار. أقول لهم لا تيأسوا فوالله دولة الظلم ساعة، أعيدوا ترتيب أوراقكم فلقد اختلطت أوراقكم ! لا تحيدوا عن هدفكم سيروا في طريقكم ولا تلتفتوا إلى من يتنازعكم. أعيدوا تربية رجالكم ، فالأبل كثير ولكن الرواحل قليلة. كونوا صادقين أولاً مع أنفسكم قبل أن تكونوا كذلك مع من سار خلفكم، أخلصوا نياتكم فإنها إن صلحت صلح أمر دينكم ودنياكم ، وأحسنوا فهمكم لقواعد مسرحيات ومسلسلات كثيرة في مستقبلكم.