وصف الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب "الوفد" السابق، النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية بأنها تعطي مؤشرا على أن النتائج ستكون صورة كربونية من الانتخابات السابقة باستثناء الديكور السياسي الجديد باستبدال "الإخوان المسلمين" بنواب من الأحزاب ممن قال إنهم فقدوا تمثيلهم السياسي والشعبي. واتهم جمعة في تصريح ل "المصريون"، الحزب "الوطني" بأنه فرغ الأحزاب السياسية من كافة الكوادر السياسية الجيدة ولم يترك بها إلا الكوادر الضعيفة والهشة أو المستعارة أو المستأجرة والتي لا يمكن أن تحقق أي نجاح في الشارع إلا إذا كان نجاحا مفتعلا ومتفق عليه مع الحزب "الوطني الديمقراطي". واعتبر "إقصاء" "الإخوان المسلمين" من البرلمان يأتي في إطار مسلسل التضييق السياسي عليهم، وقال "الإخوان فقدوا كل شيء وتمكنت الحكومة من تصفيتهم سياسيا وشعبيا واقتصاديا"، مضيفا: أعتقد أن الضربات السياسية التي تلقوها مؤخرا سوف تؤثر عليهم لأخوان لأكثر من عقدين من الزمن على الأقل. من جهته، طعن جورج إسحق المنسق العام السابق لحركة "كفاية" في الانتخابات البرلمانية، وقال إنها باطلة من عدة أوجه أولها إجرائها تحت قانون استثنائي هو قانون الطوارئ الذي لا يجوز تطبيقه في مثل هذه الحالات، وعلى فرض الموافقة على تطبيق هذا القانون فإنه لا يجوز تطبيقه إلا في حالتي المخدرات والإرهاب حسب نص القرار الجمهوري وقرارات مجلس الشعب. وأضاف إسحاق إن إجراء الانتخابات تم دون الموافقة على تنقية الكشوف الانتخابية من المستبعدين وحالات الوفاة وبدون إضافة الناخبين الجدد الذين لهم حق التصويت كما رفضت الحكومة المصرية إجراء الانتخابات البرلمانية بالبطاقة الشخصية طبقا للقانون والدستور كما رفضت الحكومة المصرية الرقابة الداخلية والخارجية ومنظمات المجتمع المدني وهو ما يؤكد نية الحكومة المسبقة في تزوير الانتخابات. ووصف البرلمان القادم بأنه سيكون "برلمان تفصيل"، بعدما قال إن الحكومة قامت برسم خريطة تفصيلية للبرلمان القادم وضعت فيه حصة الحزب "الوطني" بحيث تكون له الأغلبية المطلقة كما رسمت حصة الإخوان مسبقا وحددت عدد المقاعد التي يحصلون عليها بل وخصصت لهم بعض الدوائر بالتحديد، كما رسمت خريطة الإخوان والمستقلين وحددت أماكن قوتهم وضعفهم وعدد المقاعد التي يحصلون عليها من عدمه، وبالتالي فإن إجراء الانتخابات كان شكليا ونتيجته كانت محسومة مقدما، على حد قوله وقال "إننا إسحق حذرنا جميع الأحزاب السياسية والقوي الوطنية من المشاركة في هذه الانتخابات وطالبنا جميع القوي السياسية في مصر بمقاطعتها ولكنهم لم يستجيبوا لطلبنا وتلقنوا درسا في هذه الانتخابات لم يعرفوه من قبل وخسروا هويتهم ورصيدهم في الشارع المصري". من جهته، أكد الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية وعضو لجنة السياسات بالحزب "الوطني الديمقراطي" أن نتيجة الانتخابات كانت نزيهة بدرجة بلغت نحو 90% وأن نسبة الأخطاء والتجاوزات لم تتعد 10% وهي نتيجة لم يسبق لها مثيل من قبل. وأضاف أن خير ما جاءت به الانتخابات البرلمانية هي خروج نواب جماعة "الإخوان" من البرلمان الذين اتهمهم بأنهم "قتلوا الحياة السياسية في مصر واعتمدوا علي التهليل والعويل والصوت العالي والإستقواء بالخارج بطرق غير مباشرة". وقال إن 88 نائبا إخوانيا في المجلس السابق لم يقدم أحدهم طلب إحاطة واحد قانونيا أو سياسيا يخدم المصلحة العامة في البلاد طوال السنوات الخمس الماضي، حيث أن جميع طلبات النواب الإخوان كانت شعبية فقط وليست سياسية أو قومية وتعتمد علي الفرقعة الإعلامية والجعجعة والصوت العالي، على حد قوله.