لقد قال في تصريح خطير قرأته أمس على شريط الأخبار بجريدة المصريون : ضغوط أمريكا للإصلاح تقود لدولة دينية في مصر .. ومثل هذا التصريح الخطير للدكتور فتحي سرور ينطوي على دلالات مفزعة في جانب الحريات السياسية للمصريين .. دعونا نبرهن عليها بطريقة منطقية بحتة : 1 - بما أن أمريكا تضغط ( بحسب ما نقرأ في الصحف ) على الحكومة المصرية في اتجاه الديمقراطية .. بما يعنيه ذلك في جانبه السياسي من احترام الحقوق السياسية للمصريين وتوفير ضمانات النزاهة لممارسة هذه الحقوق : من حرية في التعبير وحرية في اختيار من ينوب عنهم في البرلمان . 2 - وبما أن الحكومة المصرية رفضت هذه الضغوط ( بحسب ما نقرأ في الصحف ) وتعتبر مجرد الطلب الأمريكي/ الأوربي بمراقبة العملية الانتخابية تدخل في شأن مصري داخلي . 3 - وبما أن الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب والفقيه الدستوري الكبير قال : ضغوط أمريكا للإصلاح تقود لدولة دينية في مصر . إذن : 1 – الدكتور سرور بهذا التصريح يعلم أن القوة التصويتية في الشارع المصري في جانبها الأكبر تقف خلف التيار الإسلامي ومرشحيه . 2 –فوز الحزب الوطني بأغلبية كاسحة في الانتخابات ، أكبر دليل على قيام السلطة المصرية بتحويل إتجاه القوة التصويتية للشارع المصري لصالح مرشحيها .. ( كي لا تقوم الدولة الدينية في مصر ) أي تزوير إرادة الناخبين المصريين .. ومن ثم عدم شرعية الحكومة وبالتالي عدم شرعية ما يصدر عنها من قوانين وقرارات . 3 – الحزب الوطني يحول بين المصريين وبين أن يصبح الإسلام فاعلا في دنيا الناس شريعة وعقيدة . الاستنتاج الأخير : الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب والفقيه الدستوري الكبير لا يعي ما يقول . محمد عبد الرازق القمحاوي [email protected]