أجرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية حوارا مع محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، تناولت خلاله أسباب مشاركة الجماعة في الانتخابات البرلمانية والأداء الضعيف لنوابها خلال الدورة البرلمانية الماضية، وموقفها من الدولة الإسلامية وانتخابات الرئاسة، بجانب ما يتعرض له أعضاؤها من اضطهاد على يد الحكومة، ولم ينس بديع الإشارة إلى نية مبيتة لتزوير الانتخابات، وعليه شدد على أن المواطنين هم من عليهم الدفاع عن أصواتهم في وجه التزوير. نيوزويك: ما السبب وراء قرار المشاركة في الانتخابات البرلمانية؟ بديع: إن الطريق الوحيد لتحقيق تغيير سلمي يكمن عبر صندوق الاقتراع، حيث تدهورت أشياء عديدة في مصر جراء أداء الحزب الوطني الديمقراطي الضعيف. إن الجميع يرغبون في التغيير، بجانب أن الانتخابات هي السبيل الوحيد للوصول إلى المواطنين. نيوزويك: وكيف قرر أعضاء الجماعة المشاركة؟ بديع: لقد قررنا ذلك عبر انتخابات، حيث وافق 98% على المشاركة، بينما رفضها 2%، وكان لدى بعضهم تحفظات. نيوزويك: يقول بعض المحللين إنكم لم تحققوا الكثير خلال الخمس سنوات الماضية. بديع: حينما يذهب ممثلو الإخوان المسلمين إلى مختلف الوزارات لالتماس خدمات لناخبيهم، يكون لدى الوزارات تعليمات بعدم توفير الخدمات لهم، لأن الحكومة تخشى أن يكتسب الإخوان شعبية، ولقد سمعت ذلك مباشرة من أحد الوزراء. نيوزويك: يعتقد البعض أن هدفكم الأساسي هو تأسيس دولة إسلامية في مصر. بديع: (يضحك بهدوء) هذه صورة غير دقيقة عن عمد، إننا نريد دولة مدنية يعيش فيها مواطنون مدنيون، لا مواطنون دينيون، لكن بخلفية إسلامية. نيوزويك: هل تخطط الجماعة لانتخابات الرئاسة في 2011؟ بديع: لن نرشح أحدا لانتخابات الرئاسة، قررنا مراقبة تلك الانتخابات النيابية، لأنها ستفرز البرلمان الذي سيصوت على قبول الرئيس. وحينما نعترض على أي انتهاكات، فسيكون لذلك وقعه على انتخابات الرئاسة. نيوزويك: لقد قبض على أكثر من 600 عضوا من الإخوان منذ بداية أكتوبر. ماذا يمكنك أن تفعل حيال ذلك؟ بديع: لقد وصلوا إلى 1200 عضو الآن. في كل مرة نتعرض لاضطهاد تأتي وسائل الإعلام وتسألنا: ماذا أنتم فاعلون، لكنها لم تسأل مطلقا الحكومة: "لم تفعلين هذا؟" إننا نعمل دائما بموجب القانون بعض النظر عما يحدث. نيوزويك: هل تلقيت أي تهديد شخصي منذ أعلنت المشاركة في الانتخابات؟ بديع: إن الهجوم الأكبر تعرض له سعد الكاتتني، رئيس كتلة الإخوان البرلمانية، حيث جرى مهاجمته بالمطاوي وتحطمت سيارته، وأصيب سائقه وبعض المارة أيضا. إن أي ضرر يقع على عضو من الإخوان يمثل ضررا شخصيا لي. نيوزويك: منذ 2005 مُنع الإشراف القضائي على الانتخابات، ورفضت الحكومة السماح بمراقبين دوليين. هل تعتقد أن هذه الانتخابات ستكون حرة ونزيهة؟ بديع: إن تلك التحركات تدل على أنها لن تكون كذلك، حيث إن هناك نية في تزوير "النتائج"، وعلى الرغم من ذلك، فإن المصريين هم من عليهم الدفاع عن أصواتهم، وسوف نواجه الخطر معهم. نيوزويك: هل ثمة أي دور يمكن أن تؤديه الولاياتالمتحدة في تلك الانتخابات؟ بديع: إن الحكومات الأمريكية مستمرة في مساندة الأنظمة غير الديمقراطية، وذلك ما يكسبها كراهية المواطنين في الشارع، حتى وإن كانت مصالحها تكمن معهم. سوف تتعاقب الحكومات لكن الشعب باق. إن تمثال الحرية لا يمكن أن ينقسم إلى أجزاء مختلفة، ولا يمكنك الدفاع عن حرية مواطنين في مكان ولا يحدث ذلك مع مواطنين آخرين في مكان آخر.( بحسب الشروق)