انتشر شعار "رابعة العدوية" خارج الحدود المصرية، ليمتد إلى أنحاء متفرقة من القارة الإفريقية؛ عبر محافل سياسية ورياضية في الأشهر الأربعة الأخيرة، غير أنه كان لكرة القدم النصيب الأكبر في نشر تلك الإشارة التي يستخدمها مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي للتعبير عن رفضهم لما يعتبرونه "انقلابا عسكريا"، في إشارة إلى الإطاحة بأول رئيس مدني منتخب في الثالث من يوليو الماضي. وحتى المحفل السياسي الوحيد الذي شهد رفع شارة رابعة في إفريقيا، كان مكانه ملعب كرة قدم، ففي جنوب إفريقيا، أبعدت الشرطة، الثلاثاء، مجموعة من ” المتظاهرين الأجانب” الذين لوحوا بإشارة “رابعة العدوية” الشهيرة في استاد بجوهانسبرج، خلال مراسم التأبين الرسمي لرئيس جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا. وقال متحدث باسم الشرطة الوطنية في جنوب إفريقيا سولومون ماجال، لوكالة الأناضول، "ليس هناك اعتقالات، المتظاهرون تم فقط إبعادهم عن الاستاد" الذي شهد مراسم التأبين. ومنذ فض اعتصام مؤيدي مرسي في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة، منتصف أغسطس الماضي، تعددت حالات رفع شارة رابعة في ملاعب كرة القدم في القارة السمراء، خلال مباريات كان أطرافها فرق مصرية. وأفرجت الشرطة المغربية، مساء الأحد الماضي 8 ديسمبر، عن خمسة مغاربة واحتجزت مصريا بعد ارتدائهم قمصان عليها شعار “رابعة العدوية” خلال مباراة ودية كروية الأحد بين فريقي الأهلي المصري والمغرب الفاسي على ملعب محمد الخامس في مدينة الدار البيضاءجنوبي المغرب، استعدادا لكأس العالم للأندية التي انطلقت مساء الأربعاء في المغرب. وتعد تلك الواقعة هي الثانية مع شعار "رابعة" منذ وصول بعثة النادي الأهلي إلى المغرب السبت الماضي 7 ديسمبر، حيث دافعت إدارة النادي عن النجم الأشهر لفريقها الكروي، محمد أبوتريكة، بعد أن تم تداول صورة له مع فتاة مغربية ترفع صورة لشعار "رابعة العدوية". وتسببت تلك الصورة في ردود فعل مصرية متباينة بين ترحيب وغضب من أبو تريكة على "فيسبوك"، وفي قنوات تليفزيونية داعمة للسلطة الحالية في مصر. وفي 2 نوفمبر، رفعت جماهير مصرية في مدرجات أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي، بجوهانسبرج، إشارات رابعة أثناء مباراة فريقها أمام الأهلي في ذهاب الدور النهائي من دوري أبطال إفريقيا، وأظهرت لقطات تليفزيونية هؤلاء المشجعين مرتدين قمصان رابعة في إشارة لرفضهم لما حدث في فض الاعتصام بعد أن أحرز أورلاندو هدف التعادل في مرمي الأهلي. وأثار مهاجم النادي الأهلي أحمد عبد الظاهر، في 10 نوفمبر الماضي، ضجة كبيرة لرفعه شعار "رابعة" أثناء احتفاله بالهدف الثاني الذي سجله في مرمى أورلاندو بيراتس الجنوب أفريقي في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم بالقاهرة. وفي 15 أكتوبر، حرصت مجموعة من الجماهير المصرية من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي على التواجد في مباراة الذهاب بين منتخبي مصر وغانا في تصفيات كاس العالم لكرة القدم باستاد "بابا يارا" بمدينة كوماسي الغانية، ورفعوا إشارات "رابعة" التي تحولت بعد المباراة إلى إشارة بالرقم 6 باليد بعد خسارة منتخب مصر بسداسية من غانا، وتأهل الأخيرة لبطولة كأس العالم العام المقبل في البرازيل على حساب منتخب "الفراعنة". ورصد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لفتاة مصرية حرصت على تعليم الجماهير الغانية كيفية رفع شعار "رابعة"، وصوراً للجماهير الغانية وهى ترفع شعار “رابعة”، وهو ما شاركهم إياه كواسى أبياه مدرب غانا، لتتحول مباراة كرة القدم إلى معترك سياسي. ويشير شعار "رابعة" الذي بات رمزا لمؤيدي الرئيس المعزول، محمد مرسي، إلى فض قوات من الشرطة والجيش، يوم 14 أغسطس الماضي لاعتصام مؤيدين لمرسي في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر"؛ ما أسقط مئات القتلى، بحسب إحصاء رسمي.