رغم وجود كثير من المؤسسات التطوعية الاجتماعية في مصر والتي تتمثل في الجمعيات الأهلية والنوادي الرياضية واللجان الأهلية المختلفة إلا أن هناك معوقات تعترض طريق العمل التطوعي فيها أو ربما تقلل من فرص الوصول لأهدافه المنشودة وتحقيق الغاية والمراد منه.. وتعد معرفة المهتمين والمختصين بالعمل التطوعي بتلك المعوقات أمرًا في غاية الأهمية، وذلك للعمل على التخلص منها أو التقليل من حدتها حتى يسير العمل التطوعي في الطريق الصحيح ويحقق نجاحا وخيرا يعود بالنفع على المجتمع..
تتمثل هذه المعوقات في أطراف العمل التطوعي الثلاثة وهم: المتطوع، والمجتمع، والمؤسسة الاجتماعية التطوعية.
وفي هذا المقال أسلط الضوء على أهم المعوقات التي يواجهها الكثير من المتطوعين في طريقهم نحو العمل التطوعي ومن أهمها: - تعقد المتطلبات الحياتية اليومية: إن زيادة الالتزامات والأعباء العملية والأسرية لدى الأفراد وتعقد الحياة جعل الكثير منهم منغمسين في حياتهم الخاصة، الأمر الذي أثر سلباً على التوجه العام للانخراط في العمل التطوعي الاجتماعي، وذلك بخلاف حياة مجتمعنا سابقاً التي كانت تتسم ببساطة العيش ووفرة الوقت الكافي للقيام بواجب المساعدة والمعونة لأفراد المجتمع تجاه بعضهم البعض. - صعوبة الأوضاع الاقتصادية: أدى ضعف الدخل الاقتصادي وتدني الدخل الفردي إلى انصراف الكثير عن الأعمال التطوعية إلى طلب الرزق لسد احتياجات أسرهم الأساسية. - خوف بعض المتطوعين من الالتزام وتحمل المسئولية: يتردد الكثيرون في خوض التجربة التطوعية خوفاً من تحمل المسؤولية أو من التزامهم بهذا العمل التطوعي أو ذاك، ويرجع هذا العائق في كثير من الأحيان إلى عدم وضوح جوانب العمل التطوعي المطلوب وبالتالي الوقت والجهد اللازمين، فسرعان ما تتلاشى هذه الرهبة مع الممارسة والمشاركة في الأعمال التطوعية ومع إدارة وتنظيم الوقت بين العمل التطوعي والالتزامات الشخصية.
- الجهل بأهمية العمل التطوعي. يجهل الكثيرون أهمية العمل التطوعي ودوره الكبير في مساعدة فئات كثيرة في أمس الحاجة إلى من يقدم لها يد العون لتتمكن من مواصلة حياتها بشكل أيسر، فكثير من الأسر – وللأسف الشديد – لا تغرس في أبنائها منذ الصغر حب العمل التطوعي ومساعدة الآخرين ابتغاء مرضاة الله ثم المساهمة في نهضة مجتمعهم، كما أن الإعلام أيضًا بمختلف وسائله يتجاهل التوعية بأهمية التطوع ودوره العظيم في الارتقاء بالمجتمع وخلق حالة من التراحم والألفة بين أفراده.
- عدم القيام بالمسؤوليات التي أسندت إليه في الوقت المحدد، لأن المتطوع يشعر بأنه غير ملزم بأدائه في وقت محدد خلال العمل الرسمي. - عزوف بعض المتطوعين عن التطوع في مؤسسات ليست قريبة من سكنهم. - تعارض وقت المتطوع مع وقت العمل أو الدراسة مما يفوت عليه فرصة الاشتراك في العمل التطوعي. - هناك من المتطوعين من يسعون لتحقيق أقصى استفادة شخصية ممكنة من العمل الخيري وهذا يتعارض مع طبيعة التطوع المبني على الإخلاص لله، والإخلاص للمؤسسة التي ائتمنته ووثقت به لإتمام بعض الأعمال التي تكلفه بها، فتقاعس المتطوع عن أداء دوره بكفاءة وإنجاز المهام الموكلة إليه يضر بسمعة المؤسسة وتعطيل مصالح الأفراد الذين لاذوا بها لإعانتهم على حل مشكلاتهم وتلبية احتياجاتهم. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.