في واقعة غير مسبوقة، أطلقت قوات الأمن الذخيرة الحية على أنصار محمود عطية نائب "الإخوان المسلمين" عن دائرة كرموز بالإسكندرية، لمنعهم من تعليق الملصقات الدعائية له بالشوارع، ما أدى إلى إصابة الشاب محمد الشرقاوي بجروح خطيرة. واتهم عطية أحد ضباط مباحث قسم كرموز ويدعى أمير دويدار، وكذا أحد أمناء الشرطة بإطلاق الرصاص على أنصاره، أثناء تعليقهم لافتات انتخابية خاصة به، معتبرا أن ما حدث يعد تطورا غير مسبوق من جانب الشرطة وسابقة هي الأولى من نوعها في انتخابات مجلس الشعب لهذا العام. وقال: ما حدث يعبر عن خروج أجهزة الأمن عن مهمتها الأصلية وهي حماية المواطنين وتوجهها إلى مهمة أخرى وهي البلطجة والتعدي على أنصار المرشحين، لحماية النظام الحالي وخدمة الحزب "الوطني" وحكومته. وحذر من أن واقعة التعدي على أنصار مرشحى الإخوان وإطلاق الرصاص عليهم لن تمر دون حساب، لكنه قال إنهم لن ينجروا لاستخدام العنف، وأضاف: "إن كانوا يريدون لنا أن ننجر إلى العنف فلن ننجر إليه ولكن سنرد بكل قوة ولن يمر الأمر بدون محاسبة". ونقل الشاب محمد الشرقاوي إلى إحدى المستشفيات الخاصة بمنطقة كرموز لإسعافه بعد أن صيب فجر الثلاثاء برصاصات ضابط مباحث قسم كرموز اثناء تعليق ملصقات انتخابية للنائب محمود عطية. لكن المستشفى رفض منحه تقريرًا طبيًا بحالتة، بعد تعرضه لضفوط أمنية حتى لا يتسلم المصاب مستندا يستطيع به مقاضاة ضباط الشرطة المعتدين عليه. وطبقًا لما ذكرته مصادر إخوانية عن احد الأطباء الموقعين الذين وقعوا الكشف الطبي على المصاب – والذي طلب عدم ذكر اسمه- فإن الشرقاوى أصيب فى ظهره بكدمات وسحجات وتجمعات دموية كذلك تجمعات دموية على العمود الفقرى، الأمر الذى أدى إلى فقده الوعى وأصيب بحالة من التشنج بسبب ضغط هذه التجمعات على العصب الشوكي. وأفاد شهود عيان، أن المخبرين وأمناء الشرطة كسروا ثلاث عصي على ظهر الشاب المصاب قبل أن يسقط على الأرض فى حالة تشنج مغشيا عليه. وبحسب الشهود، فإن ضباط الشرطة الذين كانوا يرتدون الزي الميري كانوا يحملون السيوف والشوم للتعدي بها على أنصار النائب محمود عطية، وقاموا بإجبار أصحاب المحلات على إغلاقها، وقال أحدهم: آدى إللي بيجرالكم من ورا محمود عطية، الأمر الذى دفعهم إلى المشاحنة مع الضابط والقول: حننتخبه حننتخبه، ورفض أصحاب المحلات إغلاقها نكاية في الضابط. من جانبها، قالت مصادر أمنية بمديرية أمن الاسكندرية إن إطلاق النار الذي وقع في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء مع بعض أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين"، جاء نتيجة اعتداء تلك المجموعة على قوات الأمن. وذكر المصدر الأمني، أن أفراد الأمن تم الاعتداء عليهم من أنصار النائب المذكور، وذلك أثناء محاولتهم توزيع ولصق منشورات تدعو إلى فكر الجماعة، وليست خاصة بالدعاية الانتخابية. وأضاف إن أفراد الأمن حينما حاولوا منع أعضاء الجماعة من توزيع ولصق المنشورات فوجئوا باعتداء أعضاء الجماعة عليهم وضربهم ما جعلهم يدافعون عن أنفسهم بإطلاق الرصاص في الهواء، غير أن بعض الرصاصات أصابت بعض الأشخاص بطريق الخطأ. من جانبه، اعتبر خلف بيومي، مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، ومحامي الإخوان بالإسكندرية في تصريح صحفي، أن إطلاق الرصاص على أنصار المرشحين هو انتهاك صارخ لحرية التعبير وحق مباشرة الحقوق السياسية. وقال إن الواقعة تمت في دائرة مرشح هو نائب في الأساس، وبالتالي من حقه أن يقوم بعرض إنجازاته على جمهور دائرته في أي وقت وغير مقيد بالفترة القانونية للدعاية لأنه نائب حالي بالفعل. وأضاف: "سيتم توثيق الواقعة والتحرك بشكل قانوني عاجل ضد عناصر الشرطة الذين أطلقوا الرصاص على أنصار النائب، فضلا عن مقاضاة كافة المسؤولين بالشكل المباشر وذوي المسئولية السياسية في القضية. يذكر أن دائرة كرموز من الدوائر تعتبر من معاقل الإخوان بالاسكندرية، كما يسكنها عدد كبير من المسيحيين أيضا، وتعتبر من أعلى مناطق الإسكندرية فى معدلات الجريمة والمخدرات.