نفى العميد المتقاعد أسامة الصادق، أن يكون الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق أفشى أسرار بلده حينما سافر للجزائر وأمضى بمنفاه هناك نحو 14عامًا إثر خلافه الشهير مع الرئيس الراحل أنور السادات، الذي نشب على خلفية الثغرة التي شهدتها الأيام الأخيرة من حرب أكتوبر 1973. ووصف الصادق في تصريحات لبرنامج "العاشرة مساء" على فضاية "دريم" الفريق الشاذلي- الذي يمر بحالة صحية حرجة ويعالج في مستشفى القوات المسلحة- بأنه كان ضابطًا استثنائيًا على مستوى العالم في العسكرية، حيث خاض خمس معارك بدءًا من حرب 1948 وحتى حرب أكتوبر 1973 ببسالة وشجاعة. وقال إن الشاذلي استطاع خلال حرب 1967 أن ينقذ قواته ويعود بها سالمًا، مما جعله محط تقدير من الجميع، الأمر الذي جعل الرئيس السادات يصدر قرارًا بتعيينه رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة، وكان أحد العقول المدبرة التي وضعت خطة الانتصار في حرب أكتوبر، التي سجلت أول انتصار مصري ضد إسرائيل في تاريخ الحروب معها. وأضاف إن الخلاف حدث مع السادات، حينما كان يريد أن يصفي الثغرة – في إشارة إلى الثغرة التي قام بها بعض عناصر الجيش الإسرائيلي خلف خطوط القوات المصرية- إذ أنه كان يرغب في القضاء على جيش إسرائيل تمامًا بينما رفض السادات، بسبب ضغوط وزير الخارجية الأمريكي آنذاك هنري كسنجر، لأن ذلك لو حدث لكانت تدخلت الولاياتالمتحدة آنذاك في الحرب ضد مصر وكانت ستكون الحرب معها وليس ضد إسرائيل، ما أثار رفض السادات فحدث الخلاف بينهما. وأكد الصادق أن كلا الرجلين لم يخطئا، لأن الشاذلي فكر بمنطق عسكري والسادات فكر بمنطق سياسي، لأنه المسئول عن الدولة وأمنها، الأمر الذي اعترض عليه الأول فوقع أول خلاف بينهما، وتم عزله في أعقاب الحرب وعين سفيرًا في إنجلترا ثم في البرتغال، ومع إعلان السادات الذهاب إلى إسرائيل في عام 1977 اشتد الخلاف بينهما، انتهى بعزله من كافة مناصبه. وقال إنه إثر ذلك سافر الشاذلي إلى الجزائر، ومكث فيها سنوات طويلة، أعد خلالها كتابًا عن حرب أكتوبر اعتبره السادات "إفشاء للأسرار العسكرية" وحكم عليه غيابيًا بالسجن ثلاث سنوات، ووضعت أملاكه كافة تحت الحراسة، وفي عام 1992 عاد للوطن وألقي القبض عليه في المطار، ومن هنا تكتمت كل الأخبار عنه حتى هذه الأيام التي يمر فيها بظروف مرضية صعبة وهو يبلغ من العمر الآن 88 عامًا. وأكد الصادق أن الرئيس حسني مبارك أوفد له أمين الرئاسة ليطمئن على صحته، وأن تكاليف علاجه على نفقة الدولة ويخضع للعلاج بالمركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة، بصفته أحد أبطال العسكرية المصرية المخلصين. وقالت الإعلامية منى الشاذلي إن زوجة الفريق الشاذلي السيدة زينات أعربت عن امتنانها لدور الرئيس مبارك في الاطمئنان على الفريق الشاذلي، ولم تعلق على أن دور الدولة جاء متأخرًا سوى بقولها: كل شيء بآوان والحمد لله.