قال نيكولاس أوستلر أبرز علماء اللغات البريطانييين في حوار مع صحيفة الجارديان يوم الأحد إن اللغة الإنجليزية ستنقرض في المستقبل القريب، مستندا في ذلك إلى لغات أخرى انقرضت في ظل ظروف مماثلة للظروف التي تمر بها الإنجليزية الآن. ونقلت الصحيفة البريطانية عن العالِم قوله إن انقراض اللغة الإنجليزية سينعش آمال لغات أخرى مثل الفرنسية. ورأى أن السبب وراء انتشار اللغة الإنجليزية حاليا هو انتماؤها إلى قائمة لغات "لينجوا فرانكا"، أي تلك التي يتعلمها المرء لأنها اللغة الأكثر انتشارا، ولأن من الواجب عليه تعلمها. وأضاف أوستلر: "هذه اللغات ترتكز على القوة العالمية المهيمنة على الساحة، ففي حال أصبحت الصين قوة عظمى مستقبلا، فسيضطر الناس إلى تعلم الصينية لمجاراة الوضع العالمي". وميّز عالم اللغات بين اللغات التي يتم التحدث بها كلغة أم أي كلغة يلتقطها الإنسان تلقائيا دون تعمد تعلمها، ولغات ال"لينجوا فرانكا" التي يتم التحدث بها لضرورتها في الحياة. وأكد أن أهم عامل لبقاء اللغة وعدم انقراضها هو أن يتم التحدث بها كلغة أم، وهذا ما لا يحدث مع الإنجليزية حول العالم. وأوضح أن اللغة اللاتينية على سبيل المثال انقرضت على مدار ألفية كاملة رغم أنها كانت الأقرب إلى الانتشار من الإنجليزية خاصة مع ظهور الطباعة في أوروبا. وأشار إلى أن لغات أخرى مثل الفارسية التي كانت واسعة الانتشار في كافة أنحاء آسيا وكانت مزدهرة، انقرضت هي الأخرى على مدار 700 عام، وذلك بعد الغزو البريطاني للهند ودول وسط آسيا والسيطرة الروسية على باقي دول شرق آسيا. وأشار إلى أن التقنيات الحديثة التي تتيح الترجمة المباشرة والفورية المقروءة والمسموعة من لغة إلى أخرى، برغم كونها ضعيفة وغير كافية إلى الآن، إلا أنها مازالت في طور بدائي. لكن مع تطور التكنولوجيا وإنشاء برامج أكثر دقة في استنباط المعاني والترجمة قد يتغير هذا الوضع. فقد تغني تلك البرامج الأشخاص ذوي اللغات الأخرى عن تعلم الإنجليزية أو الحاجة للتحدث بها، تلك الحاجة التي تُلجئهم أصلا إلى تعلم الإنجليزية، ومن هنا من المتوقع أن تنقرض اللغة الإنجليزية.