نجح العلماء في إيجاد منظومة ميكانيكية متناهية الصغر يمكنها بث إشارات «تعديل التردد» أو ال«إف إم»، وهي تعتبر في الواقع أصغر جهاز إرسال لإشارات ال«إف إم» في العالم. واستفاد فريق من المهندسين في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة، بقيادة أستاذ الهندسة الميكانيكية جيمس هون، وأستاذ الهندسة الكهربائية كينيث شيبرد، من المميزات الخاصة لمادة الجرافين، التي تكمن في قوتها الميكانيكية وقدرتها على التوصيل الكهربائي. ووفقاً لما أوضحه الباحث جيمس هون في صحيفة "ساينس ديلي"، فإن هذا العمل مهم لأنه يدل على أن تطبيقات أو استعمالات مادة الجرافين لا يمكن أن تنفذ باستخدام المواد التقليدية. مضيفاً أنها خطوة أولى ومهمة لتطوير معالجة الإشارات اللاسلكية، وتجهيز وتصميم هواتف محمولة ذات كفاءة عالية. إذ تعتبر تلك المنطوات أصغر بكثير من أي مصادر أخرى لإشارات الراديو، ويمكن وضعها في الشريحة نفسها التي تستخدم لمعالجة البيانات. ويعتبر الجرافين طبقة واحدة متناهية الصغر من الكربون، وهو أقوى المواد المعروفة بالنسبة إلى الإنسان، ويحوز خصائص كهربائية تتفوق على السيليكون المستخدم في تصنيع الرقاقات التي يتم توظيفها في مجال الإلكترونيات الحديثة. وجمع الجرافين لتلك الخصائص يجعله مادة مثالية للأنظمة الكهروميكانيكية النانوية (الإدارة البيئية)، والتي تعمل على تحجيم نُسَخ الأنظمة الكهروميكانيكية الصغرى المستخدمة على نطاق واسع في استشعار الاهتزازات والتسارع. وللتوضيح، فعلى سبيل المثال، تتعرف أجهزة استشعار الجرافين إلى الطريقة التي يميل بها هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي من أجل تدوير الشاشة وفقاً لذلك. وفي هذه الدراسة الجديدة، وظف الفريق ميزة الجرافين القابلة للتمدد لضبط التردد الناتج من جهاز ذبذبات معين، ليتمكنوا من إيجاد نسخة ميكانيكية نانوية لعنصر إلكتروني معروف يولد مليون ذبذبة في الثانية. وبوجود التقنية الأخيرة، فإنه من السهل توليد إشارات تعديل التردد، بالضبط كتلك المستخدمة في البث الإذاعي.