قال رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته، نوري المالكي: إن علاقات العراق مع إيران هي "علاقات إستراتيجية وتأتي في مقدمة علاقات العراق مع الدول الأخرى"، ووصفها بأنها "بلد شقيق"، وذلك خلال زيارته اليوم لطهران ولقاءه المرشد الإيراني، علي خامنئي. وتأتي تصريحات المالكي، بعد ساعات من الهجوم العنيف الذي شنه منافسه على رئاسة الحكومة، أياد علاوي، الذي اتهم إيران بالسعي لزعزعة الشرق الأوسط وبث الفوضى فيه والسيطرة على لبنان والعراق والأراضي الفلسطينية. بدوره، قال خامنئي خلال اللقاء: إن الشعب العراقي "يقظ ولا إمكانية لهيمنة المعتدين عليه من جديد،" وأشار إلى التأخر في تشكيل الحكومة العراقية، ودعا الساسة العراقيين إلى "التركيز على موضوع تشكيل الحكومة وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد،" مشيرا إلى أنهما من أهم مطالب الشعب العراقي، على حد تعبيره. واعتبر المرشد الإيراني أن الوضع الأمني في العراق "أفضل من السابق،" وأضاف "رغم وجود الاستقرار النسبي لازال هنالك خلل أمني في العراق ويعود جزء منه إلى الأمور التي تفرضها بعض القوى التي ترى مصالحها السياسية في زعزعة الأمن في هذا البلد." يذكر أن علاوي، الذي يقود أكبر كتلة نيابية في البرلمان، كان قد اتهم النظام الإيراني بالعمل على ضرب الاستقرار في الشرق الأوسط،" قائلاً إن طهران تسعى ل"نشر الفوضى في المنطقة بالتدخل لزعزعة الأوضاع في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية." واعتبر علاوي، في حديث لشبكة "سي إن إن"، أن المنطقة ككل "سقطت فريسة مجموعات إرهابية تتلقى دعماً مالياً من لإيران،" مضيفاً أن طهران "ترغب بالتأكيد في تغيير العملية السياسية في العراق بشكل يجعلها متوافقة مع تطلعاتها ومتطلباتها،" على خلفية تدخلها في أزمة تشكيل حكومة جديدة ببغداد. وتجنب علاوي الرد بشكل مباشر على سؤال حول ما إذا كان يرغب في توجيه أصابع الاتهام إلى إيران بتدبير عملية التفجير التي أدت مؤخراً إلى مقتل أربعة من عناصر حزبه، فاكتفى بالقول: "هناك الكثير من القوى التي ترغب في التأثير على الأوضاع بالعراق." ولكن علاوي استدرك قائلاً: "لا أعتقد أن هناك زعماء في المنطقة لا يرغبون بدعم قيام عراق قوي ومستقر، ولا يوجد دول تدعم التطرف وتريد تصاعد المد المذهبي إلا إيران.. للأسف." وتعتبر قائمة "العراقية" أكبر الكتل الموجودة في البرلمان العراقي اليوم، ولكن التحالفات السياسية بدأت تؤثر في ترجيح كفة رئيس الوزراء الحالي، نوري المالكي، للاستمرار بمنصبة لولاية جديدة.