أموراً كثيرة تدعنا نفكر باهتمام بالغ في قضية الصعيد في الوقت الذي نفكر فيه بتطبيق النظام الفيدرالي الذي يعتبر ضرورة حتمية لعلاج العديد من الازمات ، والفيدرالية هي شكل من أشكال الحكم تكون السلطات فيه مقسمة دستورياً بين حكومة مركزية ووحدات حكومية أصغر في المحافظات او الاقاليم ؛ ظهرت حركة انفصال التي تطالب بفصل الصعيد عن الجسد المصرى، فى دعوة تبدو غاية فى الشذوذ والسفاهة ؛ على غرار ما حدث في السودان و فكرة الانفصال من وجهة نظر أصحاب الحملة تهدف إلى فصل الإقليم الجنوبي لمصر عن باقي محافظات الوجه البحري نظرا لما يعانيه الصعيد من إهمال متعمد من قبل الحكومة المركزية علي أن يتم ذلك من خلال استمارات تأييد يوقعها المواطنون كتلك التي دشنتها حملة تمرد تمهيدا لإرسالها إلي الأممالمتحدة لإجراء استفتاء شعبي علي الانفصال؛ في حين سخر ابناء الصعيد من الحملة لان الصعيد حامل راية الحضارة المصرية منذ ما قبل التاريخ وحامل شعلة الحضارة الفرعونية ومنبعاً للعلماء والادباء والشعراء . فلقد ادي إهمال الحكومات المتعاقبة للصعيد فقدان الثقة بالسلطة المركزية وبمن يسيطر عليها، وايضا تجاهلت الأحزاب والقوى السياسية تنمية الصعيد ولم تظهر به إلا فى مواسم الانتخابات وبهدف وحيد هو الحصول على أصوات العصبيات والعائلات الكبيرة؛ ولم تفلح أى محاولات في تنميته سواء بانتخاب برلمانيين لتمثيله في مجلسي الشعب والشورى والمطالبة بحقوق أهله أو تخريج شباب على درجات عليا من التعليم أو تعيين أبناءه في مناصب قيادية عليا. كما ان البعض يري ان هناك دور سلبي للاعلام والصحافة نحو محافظات الجنوب؛ واذا نظرنا للاعلام نجد ان هناك فرق كبير بين الصعيدي في الحقيقة والصعيدي في الدراما المصرية ؛ وهذا الفرق لا يعرفه الا الصعايدة انفسهم فهم الذين يشاهدونها تلك التي لا تعبر عن مشاكلهم بل انهم يضربون كف بكف غضبا من هذه المسلسلات التي تعتبر احيانا غير مواكبة للواقع ؛ فى حين سكان الدلتا والقاهرين ينظرون لهذه المسلسلات نظرة مختلفة ؛ ويعتقدون ان الصعيد هو حلقات مسلسل ابومندور وحدائق الشيطان والكبير قوي المزاريطة وصعيدي في الجامعة الامريكية .. وغيرها من المسلسلات والافلام ؛ فالدراما والفن المصري بمختلف انواعه اختزل مشاكل الصعيد وهمومه في مشكلتين فقط ( الثأر وكبير القرية ) الذي يتحكم في كل سكان البلد ؛ وهذا غير حقيقي بالمرة فالصعيد به الكثير من المشكلات الحقيقية التي تحتاج لعلاج اكثر واقعية. لقد كان ابناء الجنوب ياملون في وضع مواد بدستور2012 تلزم الدولة بتنمية جنوبهم ولكنهم فشلوا في ذلك ؛ الا انه جاءت الفرصة بشكل سريع وكرروا مطلبهم للجنة الخمسين بوضع مادة تلزم الدولة بالتنمية وتضمن حصول أهل الصعيد على حقوق عادلة في التنمية والاستثمار ومحاربة الفقر والعلاج.؛ وقد استجابت اللجنة لذلك وتم وضع المادة والتي تقر ( تلزم الدولة بتنمية النوبة وسيناء والصعيد والواحات ومطروح و حلايب وشلاتين والأماكن الريفية المعدمة ).
