أبدت وزيرة الخارجية الدانماركية لين اسبرسن اعتذار حكومتها عن إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم في كتاب صدر مؤخرا بالدانمارك، خلال استقبال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لها بمكتبه أمس. وأعربت اسبرسن عن أسفها تجاه الرسوم المسيئة إلى رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، معتبرة أن تلك الإساءة "سلوك فردي ولا يعبر عن الشعب الدانماركي بوجه عام" ووعدت بأن هذه الأزمة لن تتكرر مرة أخرى. وأكدت أنها بحثت مع شيخ الأزهر سبل دعم الجهود الرامية لتشجيع الحوار بين أتباع الأديان السماوية، والتصدي للإساءات إلي الرموز الدينية بما يهيئ الأجواء لتفعيل ذلك الحوار، إضافة إلي استعراض المخاطر التي يتعرض لها المسلمون في الغرب من جراء الإساءات من بعض المتشددين وسبل التصدي لتلك الممارسات. من جانبه، قال الطيب عقب استقباله للوزير الدانماركية إنها كانت في غاية الخجل خلال استقباله لها وطالبت الأزهر بقبول الاعتذار، خاصة أن الشعب الدانماركي ليس متدينا بطبعه، لدرجة أن القساوسة هناك يقدمون إغراءات للمسيحيين هناك من أجل دخول الكنائس التي تعد في حكم المهجورة. وأوضح أنه أكد لها على أن مبادئ الحضارة الغربية تنص على احترام الآخر ومراعاة مشاعره ومقدساته الدينية، وأن الغرب يحترم اليهود والبوذيين ولا يجرأ على المساس بمعتقداتهم الدينية، بعكس الهجوم والإساءات المتكررة للمسلمين بالغرب من آن إلى آخر، بحجة حرية الرأي. واعتبر أن هذا الأمر يعكس ازدواجية في المعايير في النظرة إلى الأديان، مما سيؤدي إلى خلق المشاكل في العالم خلال الفترة القادمة . وطالب شيخ الأزهر الحكومة الدانماركية تفعيل المادتين 140، 266 من قانون العقوبات هناك الخاصتين بتجريم الإساءة إلى الأديان بشكل عام. وأكد الطيب أن نشر الرسوم المسيئة لم يغضب المسلمين فقط بل قام السفير الأمريكي بالدانمارك بإبلاغ الحكومة الدانماركية غضبه من هذه الرسوم باعتباره مسيحيا متدينا يقدس حرمة الأديان ويرفض الإساءة إليها.