ما تعرضت له كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين وماري عبدالله وغيرهن، لا يمكن أن يصدر إلا من "عصابة" لاخبرة لها إلا العمل السري والتنظيمات المسلحة واختطاف "المخالفين" والتعاطي مع الرأي العام على طريقة اعلام "تنظيم القاعدة". يعتقد الناس أن تنظيم الجماعة الأمة القبطية المتطرف، قد انتهى بعد اعتقال قياداته وتصفيتهم داخل السجن في ظروف غامضة عام 1954.. هذا غير صحيح لأن الانقلاب الدموي الذي قاده التنظيم حين اقتحم بالأسلحة مقر البابوي في شارع كلوت بك، واختطافه البطريرك يوساب الثاني، وحمله على الاستقالة تحت أسنة الأسلحة.. هذا الانقلاب قد نجخ فعلا وهو الذي رسم سياسات الكنيسة المصرية خلال الخمسين عاما الماضية. المهم أن البعض يعتقد أن هذا التنظيم القبطي الدموي والمتطرف، قد تم تشكيله خارج الكنيسة.. وهذا ايضا غير صجيج ولقد اعترف المحامي ابراهيم فهمي الذي يصفه الأقباط بأنه مؤسس التنظيم، بأن البابا يوساب نفسه كان يدعم التنظيم بأموال ضخمة قبل أن يكون هو أول ضحاياه. الانقلاب اطاح ب"يوساب الثاني" وجاء ب"كيرلس".. والأخير هو الذى أخفى اعضاء التنظيم الهاربين من الملاحقات الأمنية بعد انقلاب "كلوت بك" داخل الأديرة وأواهم وأسند إليهم بعض المهام الدينية الرسمية وقلدهم مناصب كهنوتية، حتى نجحوا فيما بعد في تنظيم انقلاب عنيف على القيادة الأرثوذكسية المعتدلة المتمثلة في الأنبا متى المسكين، لتستولي من بعده على مقاليد إدارة الكنيسة والهيمنة على العقل الجمعي القبطي و"تثويره" طائفيا. كتاب ومثقفون أقباط أكدوا في مؤلفات لهم أن أجندة هذا التنظيم الدموي، خرجت منذ سبعينيات القرن الماضي "العشرين" من الأدراج السرية إلى العلن بعد أن تولى نشطاؤه الحركيون رسميا مهمة إدارة الشأن القبطي الروحي والسياسي. ولخصوا أجندته في أن مصر بلد مسيحي دستوره الإنجيل وأن موتهم في سبيل المسيح هو أسمى أمانيهم.. وصنعوا علما وشعارا لدولتهم "المسيحية الافتراضية" عبارة عن صليب مغروس في الإنجيل وشعار "غدا سنلتقي"! فيما حددوا مطالبهم المرحلية والتكتيكية ريثما يكتب لهم التمكين وطرد المصريين المسلمين من مصر، وهي الغاء المادة الثانية من الدستور وان يتولى قبطي منصب نائب الرئيس والمطالبة باللغة الفبطية لغة رسمية للبلاد! ما حدث لوفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة وغيرهن.. ومراقبة اداء الكنيسة وما يصدر من كبار قادتها الدينيين في الفترة الأخيرة.. يؤكد أن تنظيم الجماعة القبطية المتطرف.. لم ينتهي وإنما لا يزال حيا يرزق ويجري تسمينه وتزغيطه داخل الأديرة تمهيدا ل"يوم التحرير" وربنا يستر. [email protected]