نشر موقع البي بي سي يوم 30 أكتوبر تحت عنوان " "مصادرة" وسام ذهبي من رياضي مصري لتأييده مرسي " ما يلي : قالت أسرة لاعب كونغ فو مصري إنه "تمت مصادرة الوسام الذهبي الذي فاز به" لتأييده الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، كما حرم محمد يوسف أيضا من تمثيل بلاده، ويقول همام شقيق يوسف إن شقيقه اعيد الى مصر قبل نهاية المنافسات في البطولة وتم استجوابه لدى عودته، حسبما افادت (أورلا جيرن) مراسلة بي بي سي في القاهرة، كما تمت مصادرة الميدالية الذهبية التي حصل عليها ".
ويكمل تقرير هيئة الإذاعة البريطانية تحت عنوان جانبي (حرية التعبير) "وصورت وسائل الاعلام المصرية الرسمية يوسف وهو يتسلم الجائزة مرتديا سترة تحمل "شعار رابعة" للتضامن مع المتظاهرين المؤيدين لمرسي، وقال كمال الجزار المسؤول في اتحاد لاعبي الكونغ فو المصرية لصحيفة الاهرام أونلاين "سيتم ترحيل لاعب الكونغ فو محمد يوسف من روسيا نتيجة لسلوكه "، وأضاف "كما سيمنع من تمثيل مصر في بطولة العالم القادمة للكونغ فو "، ولم يتضح اذا ما كان حرمانه من تمثيل مصر سيكون بصفة دائمة، وقتل مئات المتظاهرين عندما اقتحمت قوات الامن الاعتصام في ميدان رابعة العدوية في أغسطس الماضي، وتقول مراسلتنا ان الاجراء العقابي ضد يوسف سيضيف الى القلق المتزايد ازاء حرية التعبير في ظل الحكومة المصرية الجديدة المدعومة من الجيش ".
التقرير رغم أنه إخباري لكنه قال كل ما أريد قوله وتحليله، وهو تقرير شارح لنفسه، وكما يقولون بالإنجليزية (Self-explanatory)، ولن أعيد ما كتبته في المقالة الماضية عن شجاعة البطل المصري مقابل إرتجاف سلطات العهد الجديد، لكن الذي اريد أن أتوقف عنده هو مغزي (سرقة الميدالية الذهبية) من البطل الرياضي على طريقة (اللطش) و(البلطجة) دون أي مسوغ قانوني من سلطات مطار القاهرة، أو من الجهات الأمنية التي قامت بإستجواب البطل، والتي يبدو أنها تظن مال المصريين وممتلكاتهم كلأ مباحًا لها – تمامًا كما كان الحال في عهد مبارك – فهي تصادر ما تشاء، و(تلطش) ما تشاء، بلا رقيب ولا حسيب !!. قد أتفهم غضب النظام الجديد من كل من يذكرهم بجريمتهم في رابعة، أتفهم هذا، وأتفهم بالتالي العقاب الذي سيوقعونه بالبطل المصري لأنه نكأ جرحهم امام العالم، وقام بالتعبير عن إحترامه لذكرى شهداء رابعة ومنهم اصدقاء له، وأتفهم غضبهم لأنه أظهر للعالم مجددًا بطلان مزاعمهم أن الإنقلاب يحوز الرضا الشعبي، وأن الإجراءات القمعية في رابعة كانت مقبولة شعبيًا (الشعب يتقبل القتل والوحشية وإراقة الدماء دون وجه حق ؟!!!.....كبرت كلمة تخرج من أفواههم، إن يقولون إلا كذبًا)، أتفهم كل هذا، وأظن البطل المصري كان يتوقعه واحتسبه عند الله.
ولكن ما لا أتفهمه هو هذا الصغار وتلك الخسة التي تجلب لصاحبها الفضيحة أمام العالم كله حتى أصبح عنوانًا لخبر في البي بي سي كأنه من باب الكوميديا السوداء، يصادرون الميدالية الذهبية للبطل وهي من ممتلكاته الخاصة شأن أي رياضي في العالم !!، وتحدث هذه البلطجة (الميري) على مرآى ومسمع من العالم كله، يادي الفضيحة !!، التي تضاف إلى آلاف الفضائح التي بلانا بها العهد الجديد في أقل من اربعة اشهر، وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وفي ذات السياق (الفضائحي) نشرت وكالات الأنباء الخبر التالي: أحال وزير الرياضة طاهر أبو زيد اتحاد الكونغ فو ولاعبه محمد يوسف للتحقيق الفوري الذي تجريه الوزارة بشأن الإساءة إلى مصر في محفل دولي برفع اللاعب إشارة "رابعة" والدعاية لجماعة محظورة تمارس العنف وتعادي الشعب، وقال أبو زيد إن ما بدر من اللاعب لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يمر مرور الكرام لما فيه من خلط ما بين السياسة والرياضة وخروج عن الإجماع الوطني ". ففي الوقت الذي يدين الوزير خلط الرياضة بالسياسة فإذا به يخلط بينهما اربع مرات في ذات التصريح !!!!، فيتحدث عن جماعة محظورة، ويقرر إنها تمارس الإرهاب، وأنها تعادي الشعب، ويتحدث عن الإجماع الوطني، وكلها مصطلحات سياسية أحادية الجانب، فما شأن وزير الرياضة بها ؟!!، ولماذا يذكرها أصلًا والأمر كله يخلو منها !!، إذا كان وزير الرياضة من الجهل بحيث لا يفرق بين شعار رابعة الذي يخلد ذكرى معينة وبين شعارات الإخوان فهذا جهل لا يستحق معه منصبه، وإن كان يعلم الفرق ويتجاهله، فأرجو أن يعلم أن حركات الملاعب الرياضية التي كان يفعلها هو وأمثاله من اللاعبين مثل إدعاء الإصابة، أو رفع اليد مطالبة برمية تماس وهو يعلم أنها ليست له، إلى غير ذلك من التحايلات، ما عادت تنطلي على الشعب المصري.
أوقفوا بطل مصر لأنه يحيي شهداء رابعة !، وسرقوا ميداليته في المطار !!.وبكره تشوفوا مصر.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.