عبر قادة العالم عن قلق متزايد ازاء احتمال ان يؤدي التاخر في التحضير للاستفتاء المقرر في السودان الى اعلان انفصال جنوب اكبر دولة افريقية من جانب واحد مع ما قد يترتب عن ذلك من انعكاسات في واحدة من المناطق الاكثر اضطرابا في العالم. والمخاوف من اعلان انفصال آحادي الجانب في جنوب السودان الغني بالنفط في حال استمر التاخر في تحضير الاستفتاء المقرر في كانون الثاني(يناير)، اثيرت بشكل واسع على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك هذا الاسبوع حيث سيعقد الرئيس الاميركي باراك اوباما وقادة اخرون اجتماعا خاصا حول السودان الجمعة. والتقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه في نيويورك على هامش اعمال الجمعية العامة وبحثت معه مسالة الاستفتاء. ويتوقع الخبراء ان يصوت الجنوبيون لصالح الاستقلال الا ان التحضيرات لاجراء هذا الاستفتاء لا تزال في بداياتها ما يثير مخاوف من عدم امكانية اجرائه في موعده. ويتخوف المجتمع الدولي من ان يؤدي ارجاء الاستفتاء الى دفع حركة جيش تحرير شعب السودان، المتمردة السابقة، الى اعلان استقلال الجنوب من طرف واحد ما قد يؤدي الى تجدد النزاع بين الطرفين. وقال سفير في الاممالمتحدة رفض الكشف عن اسمه: "لقد خرجت من اخر اجتماع لمجلس الامن حول الوضع (في السودان) وانا اشعر بالقلق الشديد مما سيحصل". وقال مسؤولون في الاممالمتحدة في مجالسهم الخاصة انهم يتوقعون ان يكون الاستفتاء "فوضويا" وان "يتم تاخيره" لكن هناك مؤشرات على ان الخرطوم سلمت باحتمال خسارة الجنوب وان ايا من الطرفين لا يريد حربا جديدة. ومن المقرر ان يختار السودانيون الجنوبيون في استفتاء ينظم في التاسع من كانون الثاني(يناير) المقبل ما بين الاستقلال والبقاء ضمن السودان الموحد. ويجري هذا الاستفتاء بموجب اتفاق السلام الشامل الذي ابرم بين الشمال والجنوب في العام 2005 وانهى حربا اهلية دامت 22 عاما في السودان وخلفت قرابة مليوني قتيل. وبالتزامن مع الاستفتاء في الجنوب سيجرى استفتاء اخر في منطقة ابيي الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب ليختار قاطنيها الى اي الاقليمين يريدون الانضمام. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعتبر في مقابلة مع وكالة فرانس برس ان السودان يشكل واحدا من "اهم اولوياته. وقال ان نتيجة الاستفتاءين "ستكون لها اهمية كبرى بالنسبة للسلام والامن في المنطقة".