علمت "المصريون" من مصادر مقربة من دائرة صنع القرار داخل جماعة "الإخوان المسلمين"، أن تأخر الجماعة في إعلان قرارها المشاركة في انتخابات مجلس الشعب، رغم التوجه العام داخل مجلس شورى الجماعة والمكاتب الإدارية بالمحافظات بالمشاركة، يرجع إلى عدم الانتهاء بعد من إعداد قائمة المرشحات للمنافسة على مقاعد "الكوتة" المخصصة للمرأة. يأتي ذلك في ظل عزوف نساء "الإخوان" عن الترشح، وعجز الجماعة عن اختيار عضوات لديهن الرغبة في خوض الانتخابات، بعد أن فوجئت الجماعة برفض أزواج عدد من اللاتي تم اختيارهن بشكل مبدئي بصورة قاطعة ترشح زوجاتهم، ومبادرة أخريات بالاعتذار خشية تعرضهن للتحرش ومضايقات الأمن، أو اعتقال أفراد أسرهن وأخذهن كرهائن لإجبارهن على عدم خوض الانتخابات. وبررت المصادر تأخر الإعلان عن قرار "الإخوان" بخوض الانتخابات بأن الجماعة لا تستطيع الإعلان عن قرار المشاركة دون أن تعلن القائمة الكاملة بأسماء المرشحين في جميع الدوائر بينما لم يتم حتى الآن حسم اختيارات المرشحين في عدد من الدوائر، الأمر الذي يعطل الإعلان عن المرشحين. وكشفت المصادر، أن عددًا من نواب "الإخوان" في المجلس المنتهية ولايته سيكونون خارج حسابات الجماعة في الانتخابات المقبلة، بعد أن قررت استبعاد عدد من النواب الذين لم يكن لهم دور فاعل تحت قبة البرلمان على مدار أربع سنوات، نظرًا لأنهم يفتقدون التأييد الكافي فى دوائرهم الانتخابية. غير أن المصادر ذاتها نفت أن يكون الدكتور محمد سعد الكتاتني عضو مكتب الإرشاد ورئيس الكتلة البرلمانية اعتذر عن عدم خوض الانتخابات، بينما لن يخوض الدكتور محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم "الإخوان"، الانتخابات المرتقبة، سواء في مسقط رأسه بالشرقية أو بالقاهرة حيث يقيم حاليًا. وأشارت المصادر إلى أن مرسي زعيم الكتلة البرلمانية للإخوان في برلمان 2000 لن يعلن عن هذا الموقف الآن وسيتم الصمت عنه حتى تعلن الجماعة عن قرارها المشاركة في الانتخابات وأسماء مرشحيها في جميع الدوائر. وكان مرسي والكتاتني أكدا في تصريحات سابقة أن مسألة ترشحهما من عدمها أمر سابق لأوانه وأن الجماعة هي التي ستقرر ذلك. من جانبه، أكد الدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد، المتحدث الإعلامي باسم "الإخوان"، إنه تم حسم عدد الأسماء التي سيتم ترشيحها، ولا تزال أسماء أخرى تحت الدراسة، دون أن يحسم موعد الإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين. وأضاف تعليقًا حول ما يتردد عن عزوف نساء الإخوان عن الترشح ل "الكوتة النسائية" خوفًا من التحرش الأمني أو بسبب معارضة أزواجهن إن المشاكل التي قد تواجهها "الأخوات" فى المعركة الانتخابية هي نفسها التي ستواجه المرشحات المنتميات للفصائل السياسية الأخرى، لكنه شدد على أن الجماعة لن تترك مرشحاتها وحدهن وإنما ستقف بقوة وراءهن في المعركة الانتخابية. ونفى العريان بشدة ما نشرته تقارير صحفية حول أن "الإخوان" سيخوضون الانتخابات المقررة في أواخر نوفمبر بقائمة تتراوح بين 250 إلى 300 مرشح، قائلاً إن كل ما ينشر بهذا الصدد هو "فبركات صحفية ولا يستطيع أحد في هذه اللحظة تحديد العدد الذي ستخوض به الجماعة الانتخابات".