عبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف عن استنكاره لإقدام "قلة حاقدة" على تمزيق صفحات من المصحف الشريف السبت بالولاياتالمتحدة، مؤكدا رفض المسلمين لأي اعتداء على مقدساتهم، ومشيدا بموقف العقلاء من الغرب الذين أدانوا محاولات المساس بالقرآن الكريم. وأوضح أن قيام قلة حاقدة بتمزيق صفحات من المصحف الشريف وقد أعماهم التعصب ودفعهم سوء القصد والإصرار على الإساءة للإسلام ومقدساته بتمزيق صفحات من المصحف الشريف يوم السبت، لكنه أكد أن هذا العمل الحقير لن ينال شيئا من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فهو الكتاب الذي تعهد الله سبحانه وتعالى بحفظه حيث قال في محكم آياته "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". وعلى الرغم من أن القس الأمريكي المتطرف تيري جونز تراجع عن خططه لإحراق المصحف كما كان مقررًا يوم السبت الذي وافق هجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة، إلا أنه كانت هناك واقعتان على الأقل دنس فيهما المصحف في منطقة مانهاتن السفلى بنيويورك يوم السبت، أثناء احتجاج بالقرب من الموقع المقترح لبناء مركز ثقافي إسلامي ومسجد قريب من موقع "جراوند زيرو". كما أحرق قسان إنجيليكيان لا ينتميان لأي كنيسة معروفة مصحفين في تنيسي. وقال شيخ الأزهر لوكالة أنباء الشرق الأوسط - "إنني ومن موقعي كشيخ للأزهر حصن الإسلام ومرجع المسلمين أؤكد أن المسلمين يحترمون كل الأديان ويرون أن العلاقة بين الشعوب على اختلاف أديانهم وأجناسهم تقوم على التعارف والمودة والإخاء لكنهم لا يقبلون تطاولا على مقدساتهم ولا يسكتون على عدوان على بلادهم". وأضاف إن القلة المنبوذة التي قامت بهذا العمل المشين إنما تتنكر لمبادئ الحرية واحترام الآخر وللقيم التي تقوم عليها الحضارة الغربية ولا تعبر عن الغالبية الساحقة من شعوب العالم الغربي الذي تشترك مع المسلمين في استنكار هذا العمل الأحمق الذي يراد به إثارة الفتنة وإشعال صراع مفتعل وتغذية مشاعر التعصب والتطرف. ونوه بموقف العقلاء في الغرب، وذكر فى مقدمتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومسئولي الاتحاد الأوروبي الذين أدانوا هذه المحاولات للمساس بالقرآن الكريم وأكدوا احترامهم للإسلام والمسلمين. وأشار إلى أن الحضارة الإسلامية التي قامت على احترام التعدد واحتفت بالتراث الثقافي لغيرها من الأمم لم تعرف حرق الكتب ولا إهانة المقدسات حتى في أكثر مراحل الصراع السياسي احتداما وعنفا. واتهم الذين يتعمدون الإساءة للقرآن الكريم ومقدسات المسلمين بأنهم يريدون إشاعة جو من العداوة والبغضاء يحول دون الفهم العاقل المستنير لحقائق الإسلام وفضائله، والله متم نوره ولو كره الحاقدون والمتآمرون والجهلاء.