أطلقت السلطات المصرية سراح محمد عبد الرحمن، الابن الأكبر للشيخ عمر عبد الرحمن أمير الجماعة الإسلامية والمسجون في أمريكا منذ عام 1993. وجاء إطلاق سراح محمد عبد الرحمن الملقب ب"أسد الله" بشكل مفاجئ، ومن دون أي شروط أو قيود، وبعد خمسة أعوام قضاها في السجون المصرية، بعد أن اعتقل في باكستان وسلّمته السلطات الباكستانية إلى القوات الأمريكية التي احتجزته في قاعدة باجرام الأمريكيةبأفغانستان لأربعة أعوام، قبل أن تسلمه للسلطات المصرية التي سجنته لمدة خمسة أعوام. وأشاد ناجح إبراهيم، القيادي البارز بالجماعة الإسلامية، المتحدث باسمها، بقرار الإفراج، وقال: الإفراج عن محمد عبد الرحمن "رسالة تعني الكثير.. لكن أهم ما تعنيه هو أن التصالح بين الجماعة الإسلامية والدولة أضحى سياسة مستقرة ثابتة.. لا تتوقف على أشخاص بعينهم"، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط". وأضاف: أنّ "خروج الأخ (أسد) في هذا التوقيت يعدّ رسالة لكل من يهمه أمر المبادرة.. إنّها لا تخص فردًا بعينه.. تحيا بحياته وتموت بموته.. لكنها سياسة ثابتة للدولة المصرية التي ترى اليوم أن الجماعة الإسلامية هي جزء من المجتمع.. وعليها أن تسعى إلى دمجها في المجتمع المصري.. وأن يكون لها دور إيجابي فيه.. وأن يتوقف الصراع بينهما؛ لأنه لا يصبّ في مصلحة أحد.. ويضر الدولة والمجتمع والإسلام والحركة الإسلامية»". وثارت تساؤلات مؤخرًا عن مصير العلاقة بين الجماعة الإسلامية والسلطات المصرية بعد وفاة اللواء أحمد رأفت، نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة، المسئول الأول عن ملف المصالحة مع الجماعة والمراجعات الفكرية التي تبناها قادة الجماعة، والتي تَمّ بموجبها وقف العنف والإفراج عن عدد من القادة. ومحمد هو الابن الأكبر للشيخ عمر عبد الرحمن، وهو متزوج من ابنة مصطفى أبو اليزيد، أحد أبرز قيادات تنظيم القاعدة بأفغانستان، الذي قتل مؤخرًا هو وزوجته على يد القوات الأمريكية. وكان "أسد الله" موجودًا في أفغانستان وقت الحرب الأمريكية ضد طالبان واحتلال أفغانستان، وانتقل إلى باكستان في عام 2002، وبعدها تَمّ اعتقاله من جانب القوات الأمريكية ونقله إلى قاعدة باجرام في أفغانستان حتى عام 2006 حيث تَمّ تسليمه للحكومة المصرية.