انتقد المحلل السياسي بالقناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي إيهود يعاري الإجراءات التي قام بها وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وفي مقابلة مع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في 20 أكتوبر، وصف يعاري هذه الإجراءات ب "المتهورة "، موضحاً أنها لم تؤثر فقط على "الإسلاميين"، بل طال تأثيرها شخصيات من المعارضة الليبرالية . ودلل يعاري على صحة كلامه برحيل مجموعة كبيرة من كبار قادة المعارضة الليبرالية عن مصر حالياً، ومنهم أيمن نور، الذي ذهب إلى لبنان، ومحمد البرادعي، الذي عاد إلى منزله في فيينا. وكانت شائعات ترددت في الساعات الأخيرة داخل أروقة مجلس الوزراء المصري حول احتمال استقالة الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية بسبب اعتراضه على سياسات الحكومة. وقالت مصادر داخل مجلس الوزراء إن بهاء الدين أبدى عدة مرات امتعاضه من بعض ممارسات الحكومة وقراراتها،سواء ما يتعلق منها بالشق السياسي مثل فض الاعتصامات بالقوة أو الاقتصادي،حيث يرى زياد أن الحكومة تحيد عن دعم الطبقات الفقيرة التي ازدادت فقرا مؤخرا. وأضافت المصادر ذاتها أن بهاء الدين يرى أن الحكومة لم تتخذ خطوات علمية للمساعدة على كبح جماح التضخم وارتفاع الأسعار، وإعادة الاستقرار إلى البلاد لإعادة السياحة والاستثمارات التي لن تدخل مصر طالما استمر الوضع الحالي . وتابعت أن بهاء الدين يرى أن الحكومة تعاملت مع مبادرته للمصالحة التي أطلقها عقب استقالة الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية المؤقت،بالكثير من التخبط وعدم المبالاة رغم رضوخه للكثير من طلبات تعديلها حتى تم تفريغها من مضمونها ثم إهمالها تماما . وترى المصادر المقربة من بهاء الدين أنه يخشى أن تقوم الحكومة بتقديمه كبش فداء لتخبطها وسوء الوضع الاقتصادي وتحمليه وحده مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي،وذلك من خلال توجيه بعض الأقلام المعروفة للهجوم عليه بالصحف تمهيدا لتلك الخطوة،لذلك فانه ابتعد مؤخرا عن حضور بعض اجتماعات الحكومة وأنه شبه معتكف تمهيدا لإعلان قراره النهائي بالاستقالة, حسب بوابة القاهرة. وكان الكاتب الصحفي حمدي رزق المعروف بقربه من دوائر صنع القرار في مصر شن مؤخرا هجوما عنيفا على الدكتور زياد بهاء الدين, وخاطبه قائلا :"لماذا لا تستقيل؟". واتهم رزق في مقال له بجريدة "المصري اليوم" مؤخرا بهاء الدين بأنه منذ استقالة الدكتور محمد البرادعي من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية المؤقت في أغسطس الماضي،وهو يتنصل ويتبرأ مما تفعله الحكومة. واختتم حمدى رزق مقاله محذرا بهاء الدين "شوف يا دكتور اللى يشيل قربة مخرومة تخر على أكتافه، لكن أنا معترض ولكن مستمر، أنا ثورى وبتاع الحريات، ووزير الداخلية قمعى وبتاع اعتقالات، رسالتك وصلت للقوى المناهضة للثورة وستحولها ناراً، رسالتك وصلت للإخوان وستستغلها أسوأ استغلال، ولكن ماذا أنت فاعل، هل تظل فى مرحلة الأرنب الغضبان أم تلحق بالبوب الهربان؟".