اعتبر الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، عضو مكتب الإرشاد السابق بجماعة "الإخوان المسلمين"، أن مسلسل "الجماعة" الذي يستعرض تاريخ الجماعة منذ تأسيسها في عام 1928- من خلال رؤية يقول أنصار الجماعة إنها يستهدف تشويه صورتها- هو "جزء من غباء النظام"، لأن الهدف منه تشويه صورة "الإخوان" وهو ما جاء بنتيجة عكسية. وقال إن كتب حسن البنا، مؤسس الجماعة، التي كانت لا تجد من يشتريها تُحجز الآن بالمكتبات, مشيرًا إلى أن مؤلف المسلسل وحيد حامد قدم خدمة كبيرة للإخوان بهذا العمل, مشبهًا موقفه بالهجوم الحاد للإعلامي عمرو عبد السميع على الجماعة في عام 2005 من خلال برنامجه "حالة حوار"، وجاء بنتيجة عكسية في الانتخابات آنذاك، وحصل "الإخوان" على عدد كبير من المقاعد. من جهة أخرى، أكد أبو الفتوح خلال الندوة التي عقدتها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين حول "التغيير في الإسلام"، أن مصر لم ولن تكون في يوم من الأيام هي الإخوان, ووصفهم بأنهم فصيل وطني مخلص و جزء من مصر. وانتقد ما يردده البعض حول أن التغير لن يكون إلا بعمل شعبي، وأنه لن يتأتى إلا من خلال الإخوان، وبالتالي فإنهم القادرون فقط على إحداث التغيير، وقال إن هذا لن يأتي إلا بالنضال السلمي بالداخل من خلال القوى الشعبية سواء أكان "الإخوان" أو غيرهم، وإنه لن يأتي من الخارج. وهاجم بشدة ما وصفها ب "العصابة التي اختطفت مصر"، وقال- دون يشير بالاسم إلى أحد بعينه- إن تلك "العصابة" تستحل كل شيء وتبيع حتى استقلال الوطن، موضحًا أن "كثيرًا من لصوص هذه العصابة وضعوا أموالهم في حسابات سويسرا للهروب في اللحظة الفاصلة", محذرا من تسلل اليأس للشباب. من جانبه، أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع الباحث بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام"، أن مسألة التغير مرتبطة بتغير النظام بشكل عام وليس بتغير مؤسسات معينة, وأضاف: إذا صلح الرأس صلح الجسد, وانتقد البطء الشديد في عجلة الإصلاح في مصر منذ وصول الرئيس حسني مبارك إلى الحكم، وتابع: "سمعنا أن التغيير يجب أن يكون خطوة خطوة وبعد 30 عاما الوضع كما هو عليه". وأشار ساخرًا في سياق انتقاداته إلى القيود المفروضة على ترشح المستلقين لانتخابات رئاسة الجمهورية إلى أن شروط الترشح للرئاسة الجمهورية قبل التعديل الدستوري الأخير كانت تسمح ل 20 مليون مصري الترشح وأصبحت بعد التعديل لا تسمح سوى ل 12 مصري الترشح للرئاسة. في حين أن العمال والطبقات المهمشة الذين قادوا النضال الاجتماعي مؤخرا لو أصبحوا رقما صحيحا في النضال السياسي "سيكون التغير أقرب بكثير"، كما يقول يسري بيومي عضو الكتلة البرلمانية ل "الإخوان المسلمين". وطالب بيومي بالالتحام بين العمال والطبقة الشعبية والنخبة المثقفة التي تناضل من أجل التغير السياسي، موضحًا أن العمال حققوا نجاحات كبيرة خلال الفترة الماضية، منها تأسيس نقابة موازية، والحصول على حكم القضاء الإداري بالحد الأدنى للأجور، فضلاً عن وقوفهم أمام سرقة أموال التأمينات.