رأتْ وكالة "الأسوشيتد برس" الأمريكية، أنَّ حادث الاعتداء على خالد داود المتحدث باسم حزب "الدستور"؛ إنما يسلط الضوء على مدى تأزم الوضع السياسي في مصر التي تعاني من الاضطرابات والفوضى منذ ثورة 25 يناير، كما أنَّه يثير المخاوف من انزلاق البلاد إلى حلقة مفرغة من الهجمات الانتقامية والعنف العشوائي، جراء إصابة جماعة "الإخوان المسلمين" بالتوتر، لاعتقال قاداتها وهروب بعضهم. وأعربتْ "الوكالة الأمريكية" عن استغرابها من موقف الجماعة تجاه داود، وقالت إنَّ السياسي المصرري الذي عارض الحملة العسكرية التي أسفرت عن مقتل واعتقال المئات من أنصار الرئيس المعزول مرسي فوجئ ووجد نفسه يخضع لهجوم عنيف، بينما كان يقود سيارته بطريق الخطأ وسط مسيرة مؤيدة لمرسي في القاهرة. وقالتْ إنّ داود واصل دعوته للمصالحة مع الإخوان ودمجهم في خارطة الطريق الجديدة للسياسة المصرية، داعماً للمبادرات الداعية لذلك من خلال كتابته لعدة مقالات أسبوعية، وحضوره الدائم على شاشات التليفزيون؛ رغم ردة فعل الإسلاميين العنيفة؛ إذ واصلوا تهديدهم له عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ونقلت الأسوشيتد برس تصريح داود لها من داخل المستشفى، قائلاً: قيل لي مراراً "مهما فعلت فستظل يداك ملطختين بدماء من سقطوا من الإخوان، لأن مساندته لعزل مرسي خطيئة في حد ذاتها". وأكد داود للوكالة، أن واقعة الاعتداء عليه لن تثنيه عن موقفه الداعي للمصالحة معهم: "ما زلت أرفض استخدام العنف الوحشي ضد أي فصيل سياسي.. نحن نريد تطبيق سيادة القانون، فدم الإنسان غال، ولهذا السبب قمنا بثورتنا، نحن نريد أن يعيش المصريون من أجل بلادهم، لا أن يموتوا من أجلها". وأشارتْ إلى أنَّ داود كان المتحدث الرئيسي باسم "جبهة الإنقاذ الوطني" المعارضة، التي احتشدت ضد مرسي في الفترة التي سبقت التظاهرات الضخمة التي أطاحت به في 3 يوليو، وقد تقدم باستقالته منها في منتصف أغسطس احتجاجاً على إشادة الجبهة بدور الجهات الأمنية في فض اعتصامي ميداني النهضة، ورابعة العدوية، كما تقدم الدكتور محمد البرادعي مؤسس حزب الدستور، من منصبه نائباً للرئيس احتجاجًا على إراقة الدماء. وذكرتْ "الوكالة الأمريكية" أنَّ حزب "الحرية والعدالة" الجناح السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين"، أدان الاعتداء على داود، وشجب "جميع أعمال العنف وإنْ كانت ضد مؤيدي الانقلاب". ورفض داود الإدانة، وتساءل عن مدى سلمية تظاهرات أنصار مرسي، مضيفاً أنَّ الهجوم عليه "كانت محاولة واضحة لاغتياله"، بحسب قوله. ولفتتْ "الأسوشيتد برس" إلى أنَّ مجموعة من الشباب من أنصار مرسي قاموا بسحب داود من سيارته، إذ تعرف عليه أحدهم وصاح باسمه واتهمه بمساندة حملة تضييق الخناق على جماعتهم، وقاموا بتحطيم زجاج سيارته وقام أحدهم بالاعتداء عليه بخنجر.