جددت جماعة الإخوان المسلمين تأكيدها ضرورة ابتعاد الجيش عن العمل السياسي والتركيز في مهمته الرئيسية من حماية حدود الدولة وليس مواجهة شعبه -على حد قولهم، لافتين إلى أن انتشار قوات الجيش في الميادين والشوارع والمدن والقرى تقطع بأن الانقلابيين يشعرون بالضعف وفقدان الشرعية. وأكدت الجماعة في رسالتها الأسبوعية حصلت"المصريون" على نسخة منها أن الشعب المصري سيحقق نصرًا ثانيًا في السادس من أكتوبر الجاري بمواصلة الحشد لإسقاط الإنقلاب سلميًا، مطالبين المواطنين باستيعاب ضباط الجيش من أبناء الشعب، الذين يرفضون خيانة أهلهم وشعبهم، ويرفضون أن يحسبوا مع الانقلابيين السفاحين. وأشارت الجماعة إلى أن تورط الجيش في السياسة هو ما أسعد «دان حالوتس» رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق الذي قال: «إن انغماس الجيش المصري في السياسة سيضعفه على المدى الطويل»، وقال الجنرال «رؤفين بيدهتسور» رئيس هيئة أركان سلاح الجو الإسرائيلي سابقًا: «إن ما فعله السيسي سيتيح تفوقًا كاسحًا لإسرائيل على العرب لزمن طويل»، وتابعوا ألم يقل السيسي نفسه إن الجيش لو نزل إلى الشارع فلا يتكلم أحد عن مصر 30 أو 40 سنة؟! أي أنها ستتخلف 30 أو 40 سنة إضافية؟ وأضافت أن هزيمة الجيش المصري في 67 كان نتيجة انخراط قادته في السياسة والميادين المختلفة حتى إن بعضهم ترأس أندية اجتماعية، قائلة "فمعظم الوزراء والمحافظين ضباط ورؤساء معظم المؤسسات ضباط، وانصرف عدد كبير منهم إلى السياسة وإدارة الدولة المدنية، وتم تعيين القائد العام للجيش من ضباط الثورة بعد ترقيته من رتبة رائد إلى رتبة لواء ثم إلى مشير دون أي دراسة أو تأهيل، واختار هو أتباعه لرئاسة الأسلحة والأفرع وتصرف في الجيش كما لو كان ضيعة يملكها أو مؤسسة ورثها، وانغمس هو في السياسة، فرأس لجنة تصفية الإقطاع، وطارد المعارضين السياسيين، وانغمسوا جميعًا في الشهوات مع الفنانين والفنانات، وانشغل بعضهم برئاسة الأندية الرياضية والمنافسات بينها، وحين جد الجد، وهدد الصهاينة حدودنا في سنة 1967 تم حشد الجنود بطريقة لا علم فيها ولا خبرة ولا خطة، وعندما بدأت المعركة انتهت بعد ست ساعات بقرار بالانسحاب من كامل سيناء. وأضافت بعدها انخلع الجيش من إدارة الحياة المدنية وتفرغ للعسكرية وتولى القيادة قادة جدد يؤمنون بالتخصص ويعيدون إنشاء الجيش على أسس عسكرية بحتة، ومناهج علمية، وتدريبات شاقة في ظروف غاية القسوة، حتى إذا بلغنا عام 1973 وبدأ النداء المقدس بالجهاد في سبيل الله لتحرير الأرض في 6 أكتوبر الموافق 10 رمضان، مستشهدين ببطولة قادة الجيش في ذلك الوقت وهم المشير أحمد إسماعيل على، والمشير الجمسي، والفريق سعد الدين الشاذلي، واللواء عبدالمنعم واصل، واللواء عزيز غالي، واللواء أحمد حمدي، ومن قبلهم الفريق عبدالمنعم رياض، وغيرهم كثير. وجددت الجماعة تأكيدها أن قادة الجيش نفذوا ما أسمته ب" الانقلاب" بالتعاون مع القوى الكارهة للثورة، والكارهة للإسلاميين، و لسيادة الشعب وحريته، والرافضة للديمقراطية، والخائفة من صناديق الانتخاب؛ واستغلوا غضب قطاع من الشعب من بعض الأزمات المفتعلة في المواد المعيشية مثل الوقود والكهرباء، للقيام بانقلاب عسكري عزل فيه الرئيس الشرعى المنتخب واختطفه إلى مكان مجهول حتى الآن، وأنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح وتعود الشرعية لمكانها الطبيعي.