دعا بان كى مون، الأمين العام للأمم المتحدة، مواطني العالم في كل مكان إلى أن يستمدوا الإلهام من شجاعة أشخاص مثل المهاتما غاندي، وأن ينبذوا الانقسام والكراهية ويدافعوا عن الحق والعدل. وأضاف في رسالة بمناسبة اليوم الدولي لنبذ العنف: نحتفل اليوم بمولد المهاتما غاندي وما خلفه من إرث نبذ العنف الذي جاب صيته الآفاق، فقد أظهر غاندي قوة المعارضة السلمية للقمع والظلم والكراهية، وكان قدوة ألهمت كثيرين غيره من صناع التاريخ مثل مارتن لوثر كينغ الأصغر، وفاكلاف هافيل، وريغوبيرتا مينتشو، ونلسون مانديلا. وكانت رسالة هؤلاء إلى كل واحد منا هي أن ننتصر لكرامة الإنسان ونرفض اللا تسامح ونعمل من أجل عالم يعيش فيه الناس على اختلاف ثقافاتهم ومعتقداتهم معًا على قاعدة الاحترام والمساواة. وأكد كي مون أن الأممالمتحدة تؤيد تسوية المنازعات بالوسائل السلمية وإنهاء كل أشكال العنف، سواء كانت ترعاه الدولة أو كان متأصلاً في الثقافات والتقاليد، مثل العنف والتخويف اللذين تعاني منهما النساء والفتيات في جميع المناطق، وأن إنهاء هذا العنف يمكن أن يبدأ بكل واحد منا، في البيوت والمدارس وأماكن العمل. وأضاف أنه إذا كان ممكنًا أن يكون العنف مُعديًا، فإن الحوار السلمي يمكنه أن ينتشر بنفس الطريقة، وتركز الأممالمتحدة أيضًا على القضاء على الفقر في غضون جيل واحد، ذلك أن الفقر هو تربة خصبة للعنف والجريمة؛ وهو بطبيعته عنفٌ ضد احتياجات وتطلعات أضعف الفئات. وأشار إلى أن نبذ العنف ليس خمولاً أو سلبية، ذلك أن الشجعان هم القادرون على الوقوف في وجه أولئك الذين يستخدمون العنف لفرض إرادتهم أو معتقداتهم، وأولو العزم هم القادرون على الوقوف في وجه الظلم والتمييز والوحشية وعلى المطالبة باحترام التنوع وحقوق الإنسان الأساسية، والشجعان أيضًا هم القادرون على التحول عن الصراع واتخاذ التفاوض السلمي بديلا عنه، ونبذ العنف يحتاج إلى قادة، في الأمم كل وفي المجتمعات والبيوت، يؤازرهم جيش من الشجعان المستعدين للمطالبة بالسلام والحرية والإنصاف لسكان العالم. واختتم كلمته قائلا: إننا نشدد كل هذا التشديد على الوفاء بوعد الأهداف الإنمائية للألفية بحلول عام 2015، وعلى وضع خطة جديدة للتنمية يكون الجوع في صلبها وتكون التنمية المستدامة هاديا لها، ومع نمو السكان وزيادة الضغوط على كوكب الأرض، يتعين علينا أيضًا أن نكون مدركين للعنف الذي نرتكبه ضد العالم الطبيعي، ويتعين علينا، ونحن نضع أعيننا على مستقبل مستدام، أن نسترشد بضرورة ألا يصدُر عنا ضرر لا بالناس أو بالكوكب، وإنني في هذا اليوم الدولي لنبذ العنف، أدعو مواطني العالم في كل مكان إلى أن يستمدوا الإلهام من شجاعة أشخاص مثل المهاتما غاندي، دعوا الانقسام والكراهية؛ دافعوا عن الحق والعدل. اعملوا مع أخوتكم في الإنسانية نساءً ورجالاً لكي ينعم الجميع على الدوام بالعدل والسلام والازدهار.