خيمت أجواء الخلافات على العلاقة بين الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب "الوفد"، وفؤاد بدراوي أبرز حلفائه، ونائب رئيس الحزب، وسادت ما يشبه القطيعة بينهما خلال الفترة الماضية، فيما أرجعته مصادر وفدية إلى تراجع الأول عن وعده للثاني إبان الحملة الانتخابية بتعيينه سكرتيرًا عامًا للحزب. وبرهنت المصادر على ذلك، بتغيب بدراوي عن الاجتماع الذي عقده حزب "الوفد" مؤخرًا بحضور عدد من القوى السياسية، للإعلان عن مشروع بالضمانات لنزاهة الانتخابات البرلمانية، وهو ما برره البدوي بظروف شخصية تتعلق بمرض والد بدراوي، فيما نفاه مقربون من الأخير جملة وتفصيلاً. وزاد من الشكوك حول توتر العلاقات بين الطرفين ظهور بدراوي في مقر لجنة "الوفد" بنبروه بالدقهلية وعقده أكثر من اجتماع مطول، تدشينًا لحملته لخوض انتخابات مجلس الشعب القادمة. وعزت المصادر أسباب الخلاف المكتوم إلى تراجع البدوي عن وعد قطعه على نفسه إبان حملته الانتخابية بتعين بدراوي سكرتيرًا عامًا للحزب، خلفًا لمنير فخري عبد النور، وكذلك تراجعه عن وعده بالتصدي لنفوذ سلفه محمود أباظة وحليفه عبد النور، وعدم تصديه لقرار الهيئة العليا بفصل النائب الوفدي محمد عبد العليم داود، ما أدى إلى تأجيج التوتر بين الطرفين. واستبعدت المصادر ذاتها نهاية وشيكة للجفاء بين الحليفين، في ظل حالة القطيعة التامة بينهما، في علامة على تفاقم الخلافات بينهما، والحاجة ل "نوايا مخلصة" من المقربين منهما لتطويق تلك الخلافات، وهو ما لا يتوفر في الوقت الراهن، حيث أن كلاهما منشغل بالاستعدادات لانتخابات مجلس الشعب القادمة.