شن عصام الشريف منسق الجبهة الحرة للتغير السلمي هجوما حادا على الدكتور محمد البرادعي النائب السابق للرئيس المؤقت عدلي منصور, على خلفية تغريدته الأخيرة, التي اتهم فيها "جهات سيادية وأجهزة إعلام مستقلة" بتغذية الخلافات السياسية، وعرقلة مسار التوافق الوطني. وخلال مداخلة هاتفية ببرنامج " صباح أون" على قناة "أون تي في" في 30 سبتمبر, أضاف الشريف أن تغريدة البرادعي تؤكد أنه يريد "تنفيذ أجندة تخريبية ضد الوطن". وتابع "هذه ليست المرة الأولي التي يتخلى فيها البرادعي عن الشعب المصري"، مشيرا إلى أنه تخلى من قبل عندما فوضه الشعب في 30 يونيو، وبالرغم من ذلك انسحب من السلطة دون الرجوع لمن فوضه. واستطرد الشريف "الشعب المصري أصبح يدرك حقيقة الأمور وقادر على أن يفرق بين من يريد مصلحة الوطن ومن يريد مصالحه الشخصية، خاصة وأن الثورات تكون في النهاية ملكا لشعوبها". وقال البرادعي في أول تعليق له على مجريات الشأن الداخلي بعد مغادرته القاهرة الشهر الماضي :"إن هناك حملة فاشية ممنهجة من مصادر سيادية، وإعلام مستقل ضد الإصرار على إعلاء قيمة الحياة الإنسانية وحتمية التوافق الوطني", وذلك في أول وأبرز انتقاد من مسئول سابق في القيادة الجديدة للبلاد منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو الماضي. وأضاف البرادعي في تغريده له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في 29 سبتمبر "العنف لا يولد إلا العنف". وكان البرادعي قد استقال عقب فض السلطات الأمنية اعتصامين لمؤيدي مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة، ما خلف مئات القتلى. وشارك البرادعي في 3 يوليو الماضي في اجتماع قادة الجيش والقوى السياسية ورموز دينية ممثلا عن جبهة الإنقاذ الوطني التي تضم عدة قوى وأحزاب سياسية ليبرالية ويسارية، وهو الاجتماع الذي انتهى إلى عزل مرسي، مع حزمة إجراءات سياسية تبدأ بتعديل دستور وضعه الإسلاميون نهاية العام الماضي، يعقبه إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية. وأثار البرادعي الذي يتزعم حزب الدستور استياء في الأوساط الشعبية والقوى السياسية الداعمة لتحرك الجيش، عقب تقديمه استقالته. واعتاد البرادعي انتقاد سياسات الأنظمة التي تعاقبت على الحكم في مصر طوال السنوات الثلاث الأخيرة عبر تعليقاته المقتضبة على "تويتر"، لكن تعليقه الأخير يعد أول تلميح له عن دور ل "جهات سياسية" في عرقلة مسار المصالحة. وسعى البرادعي خلال شغله منصب نائب الرئيس الموقت إلى محاولات لم تنجح لإقناع قادة الإخوان المسلمين, الذين عدوا تحرك الجيش بمثابة "انقلاب عسكري"، بالعودة إلى المسار السياسي، عبر وسطاء غربيين. وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن تعليق البرادعي قد يدعم اتجاها ثوريا في مصر يرفض الملاحقات الأمنية لقيادات وكوادر جماعة الإخوان، ويعترض على ما يعتبره هذا التيار مظاهر "عودة النظام القمعي" في البلاد. وغادر البرادعي القاهرة في 18 أغسطس الماضي متوجها إلى العاصمة النمساوية فيينا, وشغل البرادعي في السابق موقع الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.