فى البداية أود أن أشكرك على ردك المقنع فى المواضيع السابقة لما فيه من تعقل وهدوء وتدين, مما شجعنى على كتابة مشكلتى التالية: "متزوج ولدى طفلين....وأعانى من إدمان المواقع الإباحية" باختصار...أنا شاب عمرى 29 عاًما, أعانى من إدمان المواقع الإباحية قبل وبعد الزواج مما له تأثير على المزاج العام من إرهاق وعصبية وتأنيب ضمير وأنانية, مع العلم بأننى جربت كل الطرق من صلاة وصوم وغيره....ودائماً ما أبحث عن المبرر لمشاهدة تلك الأفلام....مثل: أنا زاهقان أو مخنوق من حال البلد أو هروبًا من الواقع....فأنا متزوج زواجًا تقليديًا وأنا لا أحب زوجتى كما تحبنى هى أو بمعنى مفيش لغة تفاهم...مع العلم أنني ميسور الحال والحمد لله.... قولى لى أعمل إيه؟...وشكراً مقدماً على ردك. (الرد) عفواً وأنا أشكرك على كلماتك الطيبة... أخى ..أولاً: لا أريدك أن تعلق أخطائك وحالتك النفسية على حال البلد ولا على أى ظروف تمر بها أنت شخصياً لتبرر بها ارتكابك للأخطاء والذنوب الكبيرة..فالتبرير دائماً ما يجعلنا نهرب من مشاكلنا ليفرض علينا مشاكل أكبر، مثله مثل الكذب الذى لا يحل مشكلة بل يزيدها تعقيداً ويوقع صاحبه فى أكاذيب كثيرة .. فالتبرير هنا عبارة عن كذبة يصدقها صاحب المأزق ولا يصدقها المحيطين .. وسامحنى أنى أصارحك بهذا الكلام، فدائماً أُفضل علاج المشكلة من جذورها لمحاولة التغيير والإصلاح والله المستعان...فمثلاً ما تفعله كان قبل زواجك وبعده، وأنت لديك طفلين،أى قبل الثورة وما بعدها من أحداث وحتى قبل الانقلاب وما انفطرت له قلوبنا جميعاً..فليس معنى هذا أن يلجأ الجميع إلى مشاهدة الأفلام الإباحية بعد غلق بعض القنوات المحترمة!!!!!!!!!!!! أو شرب الخمر مثلاً لنغيب عن الوعى ولا نعيش الواقع..فمن المفترض أن الابتلاءات تقوينا ولا تحبطنا!!!!!!!!!!!!! وثانياً:حتى تتخلص وتنجو من شباك الرذيلة التى نُسجت حولك، فعليك أولاً بالاستعداد الداخلى والعزيمة على ذلك والتى هى موجودة بالفعل بداخلك والدليل رسالتك هذه, التى تبحث بها عن حل.. ثم عليك أن تفكر بعمق وإدراك بأنه ليس من حق أى إنسان الاضطلاع على عورة غيره، وأن الله أمرنا بستر العورات لهذا السبب، وأنك استحالة تقبل أن يضطلع الغرباء على عوراتك وعلى محارمك ونسائك، والأهم..أن الله يراك و"يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور"... وقتها سوف تفكر 1000 مرة قبل أن تقدم على مشاهدة هذه الأفلام.. فقناعتك الداخلية بمدى الإثم الذى يرتكبه الإنسان فى ذلك الوضع ستجعلك تؤثر النقاء ورضا الله تعالى على هذه الذنوب والآثام وعلى الأقل مخافة أن يموت الإنسان على وضع كهذا..أو أن يضيع عمره فى المعاصى فالله تعالى سوف يسأله عن عمره وشبابه فيما أفناه.. ثم كيف ستستطيع أن تحب زوجتك، طالما الشيطان والعياذ بالله يمنعك عن ذلك ويصور لك اختلافات كثيرة فيها عما ترى من مبالغات معروفة فى هذه الأفلام؟؟ بل ويقبح لك زوجتك حتى يحظى بمكانة مميزة بجوار إبليس والعياذ بالله بعد أن يُخّرِب عليكما حياتكما.. ربما يسر حالتك المادية سبباً رئيسياً فى هذه العادة القبيحة..فعليك بممارسات عملية تحررك من شباكها إلى الأبد إن شاء الله.. عليك أن تنخرط فى المجتمع وتبتعد بقدر الإمكان عن الانفراد والخلوة وأن تشارك فى إصلاح حال البلد الذى يؤلمك واقعه ولا ترضاه!!! وحبذا أن يكون لك مشاركات خيرية بشكل عملى تملأ به أوقات فراغك, وخاصةً أنك تستطيع مادياً..القراءة أيضاً مهمة جداً لتثقيف العقل والاعتراف بقيمته، وكلما قرأت فى السيرة النبوية الشريفة وحياة الصالحين كلما دخلت عالمهم النقى الذى يسحبك من عالم الرذيلة.. حاول جدياً أن تفرغ وقتاً لزوجتك وأولادك وتتحدث معهم وتعلمهم ابتكارات وقيم تؤسسهم لمواجهة الحياة بشكل سليم..أبدأ من جديد مع زوجتك واكتشف مناطق الجمال والأنوثة بها وحاول أن تخرج بها عن جو المنزل قدر المستطاع... قراءة القرآن الكريم والاستماع إليه لها حلاوة وأُنُس يغنيك عن كل ما حولك فواظب على القراءة والاستماع له بأجمل الأصوات المحببة لإذنيك.. ربما تكون حاولت الصلاة والصوم كتجربة على حد قولك، ولكن التزامك بالفرائض لجميع العبادات على وقتها والاستزادة من النوافل وكثرة الاستغفار والدعاء سيجعلك قريبًا دائماً من الله عز وجل وهو القادر على أن يعفك عن حرماته.. وأخيراً أخى الفاضل..أنت تُقر بنعم الله تعالى عليك من زوجة وذرية وسعة الحالة المادية بسم الله ما شاء الله..فاشكر الله كثيراً عليها بأن تتقيه فيها وتتقى استدراج الله لك حتى لا يسلبك إياها أو بعضها لا قدر الله..فغيرك يتمنى نعمة واحدة منها.. وسوف أذكرك بأية من القرآن الكريم تلخص لك مقصد قولى فى حياتك وحياة أولادك الحالية والمستقبلية... " وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفهمْ ذُرِّيَّة ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ , فَلْيَتَّقُوا اللَّه وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا " صدق الله العظيم ........................................................................... تنويه هام للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الاثنين من كل أسبوع, من جريدة المصريون الورقية, لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة, ليشارك معى بكلمات هادفة, فاليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب,مرفقة باسمه وصورته الشخصية, لنشرها فى صفحة باب "افتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. .............................................................................. تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة "المصريون" الورقية كل اثنين ملحق "افتح قلبك" فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل. ................................................... **لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. وللرد المباشر للأستاذة أميمة على مشكلاتكم الاجتماعية والأسرية من خلال الهاتف فيمكنكم الاتصال برقم ( 2394) .