بحضور لفيف من علماء الدين وأساتذة الفكر والثقافة والإسلاميين، وتحت رعاية مركز الإعلام العربي، احتضنت أمس نقابة الصحافيين حفلا كبيرًا لتأبين العالم الرباني الدكتور أحمد العسال، رحمه الله. ويذكر أن مركز الإعلام العربي كان ينظم منذ أكثر من عام حفل احتفاء للشيخ في حياته في سلسلة ندوات بعنوان "رموز في دائرة الضوء ". وناقشت الاحتفالية جهود الدكتور العسال فى خدمة الدعوة الإسلامية من خلال كلمات قدمها الدكتور سيد دسوقي حسن، والدكتور حسن الشافعي، والدكتور محمود جامع، والدكتور عبد اللطيف عامر، والشيخ السيد عسكر، كما حضر الحفل المرشد السابق للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف، ولفيف من تلامذة الشيخ الراحل ومحبيه، وتم عرض فيلم تسجيلي للسيرة الذاتية والمسيرة العلمية والدعوية في الداخل والخارج. وفي افتتاحية الحفل، أكد صلاح عبد المقصود، منظم الحفل ورئيس مركز الإعلام العربي، أن الشيخ العسال لم يكن مجرد عالم أزهري أو فقيهه مجدد أو مربي فذ أو داعية فريد، بل كان أمة في رجل، فهو رجل طيب الملامح صادق الابتسامة، خفيض الصوت، ودود المعشر، نقي السريرة. وأضاف أنه انضوى تحت لواء دعوة الإخوان المسلمين وانطلق منها حاملا على كتفيه هموم دعوته عازما على تنفيذها مهما تكبد من مشقة وعنت التي لم تخل منهما حياته المجيدة، التي تعرض خلالها للمطاردة والاعتقال مرات كثيرة. وعن سيرته العلمية والدعوية، قال عبد المقصود أن الفقيد كان شعلة من النشاط وآية قي التجرد والاختلاف وطوال رحلة حياته كان مطلع إلى أعالي الأمور عازفا عن سفاسفها، وبالرغم من قلة مؤلفاته إلا أنها كانت ثرية في مضامينها، أصيله في لغتها، قوية في منطقها، عميقة في معالجتها تشير عن داعية متمكن شديد الإيمان بالفكرة الإسلامية يمتلك مهارات التعبير عنها والإقناع بها. وتحدث بعدها الدكتور سيد دسوقي مؤكدًا أن الفقيد ظل طوال حياته يعمل في صمت يخدم أمته، ويكفيه فخرا انه هو الذي أنشأ علم الثقافة الإسلامية في الجامعات السعودية، وأنه كان العقل المحرك وراء إنشاء الجامعة العالمية بإسلام باد. وتابع: العسال كان يتمتع بقوة روحية وقدرة عجيبة على التقريب وجمع كل على قلب رجل واحد وهذه المهمة الصعبة التي كان يقوم بها لها عناصر ثلاث العطاء والتقى "فأما من أعطى واتقى " والعفو الإصلاحي "فمن عفي وأصلح " والمثلث الإبراهيمي "أن إبراهيم لحليم أواه منيب " هذه العناصر أن اجتمعت في إنسان يصبح قوة مجمعة تجتمع الناس حوله والمسلمين في كل مكان تجتمع على قلب رجل واحد وهو احمد العسال فعند العسال قدرة رائعة على جمع الأفئدة والأفراد على الخير. ثم بدأ د/محمود جامع الطبيب والسياسي تأبينه للعسال بقوله: أنا لا أتخيل نفسي خطيب في حفل تأبين، ولكنني أخال نفسي انزف دمعة حب لأخ حبيب عاشرته وعرفته عن قرب وامتزج فكرة بفكري ودمه بدمي وصداقتي به صحبة كيان وعشرة أعتز بها. وتحدث عن علاقة الفقيد بالعلامة الدكتور يوسف القرضاوي فقال: عرفت العسال والقرضاوي في الأربعينات من عهد ما كانوا طلبة وعرفتهم من المظاهرات ضد الإنجليز وكان هو والقرضاوي رجال دعوة منذ أن كانا طلبة وانتقل من طنطا إلى شبرا ثم للقاهرة ولم انفصل عن العسال إطلاقا دائما كنا نلتقي ونتحدث وعاصرته في مواقف صعبة كثيرة ورايته فيها معذبًا من اجل دعوته. وبدا عليه التأثر وهو يقول مختتمًا كلمته: أقول لأخي العسال وهو في رحاب الله ""من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ففيهم من قضى نحبه ومننهم من ينتظر". من ناحيته، انتقد الصحفي الإسلامي محمد عبد القدوس التجاهل الرسمي والأزهري لوفاة عالم رباني بحجم د. أحمد العسال، مؤكدًا أنه لو كنا في دولة محترمة لكانوا احتفلوا به على مستوى العالم وليس على مستوى نقابة الصحفيين. أما مهدي عاكف المرشد السابق لجماعة الإخوان فقد أكد أن العسال قمة من قمم العلم والخلق والجهاد وكان شيخا جليلا وعالما فذا تمتع بتواضع لم أرى للعلماء مثله وعطاء لا حدود له، مضيفًا أنه ترك بصمات رائعة في العالم الإسلامي والجهاد في سبيل الله.