ألقت قناة دويتشه فيله الألمانية (dwعربية) الضوء على قرار وزارة الأوقاف بمنع التجمعات في المساجد عقب الصلاة، وإيقاف الخطباء غير الأزهريين، وقالت في تقرير نشر عبر موقعها الإلكتروني الناطق باللغة العربية، إن القرار يشعر البعض بتخوف نتيجة تلك القرارات لأنها تعد وانتهاك للحريات العامة وتمهيدًا لعودة "عصر أمن الدولة". وأضاف التقرير: يرى بعض المصريين أن القرارات تأتي تصحيحًا لأوضاع المساجد بعدما تدخلت بشكل صريح ومباشر في الصراع السياسي وانتهكت نتيجة لذلك. ونقلت عن رجل أربعيني قوله: "طبيعي أن يتخذ مثل هذا القرار بعد كل ما أصاب المساجد من خراب منذ ظهور التيار الإسلامي في العملية السياسية"، ويضيف: "الإخوان سيطروا على المساجد واستخدموها أداة في اللعبة السياسية لذا يجب تطهير المساجد منهم". ويتابع: "عادة ما أصلي في المسجد وقرار الأوقاف سيسبب لي بعض المشكلات حيث إنني في بعض الأحيان لا ألحق بصلاة الجماعة ولذا فلن أستطيع الصلاة في المسجد إذا وصلت متأخرًا.. لكن علينا تقبل الأمر على الأقل حاليًا حتى يتم السيطرة على الأمور". وأعرب الطالب الجامعي محمد حازم، وفق التقرير، عن اتفاقه مع ما قاله عادل وعن تفهمه للقرار مفسرًا ذلك باستخدام الإخوان للمساجد ك"درع للحماية والتحصين" لمعرفتهم بحساسية المكان وصعوبة التعامل معهم بداخله من قبل الأمن لقدسيته، لذا كان من الضروري الخروج من تلك المعضلة بحل قانوني كهذا في ظل الطوارئ". وعلق حازم على استبعاد أئمة الزوايا في الأقاليم حيث أبدى تأييده "القاطع" لتلك الخطوة "فهؤلاء ليسوا من الأزهر ولا نعلم من أين أخذوا العلم وما الذي يقولونه للناس وليس كل من أطلق لحيته يطلق على نفسه لقب شيخ ويخطب في الناس"، أما عن قرار بعض محفظي القرآن الكريم اتفق عادل وحازم في أن "الإخوان يستخدمون تلك الدروس لنشر أفكارهم بين الدارسين". وعلى الجانب الآخر أعرب شاب سلفي رفض ذكر اسمه عن استيائه من مجمل تلك القرارات: "تلك القرارات تعيدنا لعصر أمن الدولة وأخشى أن يصبح التردد على المساجد جريمة بعد ذلك"، يقول الشاب السلفي لDW عربية، ويضيف: "ما معنى أن يمنع الجلوس في المسجد بين الصلوات لا أحد يملك أن يفرض علينا متى نتعبد والمساجد ليست ملك الدولة بل هي بيوت الله"، وكذلك عبر الشاب العشريني عن استيائه من مبدأ منع الإخوان من حضور دروس القرآن الكريم قائلًا: "قرار غريب ولا أفهمه حقيقة ما دخل حفظ القرآن بتوجهك السياسي؟" الإخوان و دروس القرآن "أنا لا أمنع كل الإخوان من حضور دروس القرآن التي أعقدها، فقط من لديهن أفكار خاطئة أو متطرفة اللاتي يرين أن من يدعم الثورة (30 يونيو) كفرة"، تقول إحدى محفظات القرآن الكريم والتي رفضت ذكر اسمها لDWJ عربية، وتتساءل: "كيف لي أن أعلمهن القرآن وهن يرين أنني كافرة؟"، وتنفي محفظة القرآن أن يكون للأمر علاقة بالثورة أو السياسة "لكن الأمر يتعلق بسماحة الإسلام أنا لم أكفر أحدُا لذا ليس من حقهم أن يكفروني أو يعتبروني ضد الدين وضد الإسلام". ويضيف التقرير: أئمة الزوايا في مصر أغلبهم ليسوا أزهريين، لكن قرار فتح وإغلاق المساجد فقط تزامنًا مع مواقيت الصلاة يمثل على المدى البعيد إشكالية. صبحي عسيلة، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجي، يقول وفق التقرير: "السبب الأساس هو نزع ورقة استخدام المساجد في الصراعات السياسية بتحييد المساجد كي لا تصبح طرفًا في المعادلة أو لطرف ضد طرف". وأرجع الخبير السياسي قرار بعض محفظي القرآن استبعاد الإخوان من دروسهم للخوف من الإخوان وأفكارهم منوهًا لمنع بعض الأهالي ذهاب أطفالهم لمدارس تابعة للإخوان مع ذلك يرى عسيلة أن تلك الأفعال لا تمثل حلًا حقيقيًا، ويقول في هذا النطاق: "هذا سيحدث شقاقًا مجتمعيًا غير مطلوب وسيؤدي لاحتقانات كثيرة وستشكل قنبلة اجتماعية موقوتة تؤدي للعنف". ويضيف: "عزل الإخوان مجتمعيًا ليس هو الحل بل بإمكان الأطفال على سبيل المثال أن يذهبوا للمدارس التابعة للإخوان لكن يبقى المتابعة على ما يدرس في تلك المدارس هو الأهم وهنا تأتي المهمة الإشرافية". أما عن قرار الأوقاف بمنع التجمع في المساجد بعد الصلوات فيراه الخبير السياسي مطلوبًا في هذه اللحظة، ورغم تأييد عسيلة للقرار إلا أنه أعتبره غير كاف لحل المشكلة، ويشرح وجهة نظره قائلًا: "الصحيح هو أن تطرح خطابًا سياسيًا ودينيًا جديدًا يواجه خطابات الإخوان، لأن استمرار هذا القرار لفترة طويلة سيستخدم ضدك (النظام الحاكم) وسيروج لفكرة التي يروج لها الإخوان أنك ضد الدين". وشدد عسيلة مرة أخرى على أن القرار هو إجراء احترازي يجب أن ينتهي بانتهاء المرحلة الانتقالية وانتخاب رئيس جمهورية على أقصى تقدير.. القرار بالطبع ينتقص من الحريات العامة لكن كذلك حظر التجول فنحن نقبل بمثل تلك القرارات مؤقتًا حتى نعبر الفترة المضطربة لكنها يجب أن تنتهي بنهاية المرحلة الانتقالية".