تَصدّر نائب رئيس الكنيست الصهيوني الإرهابي داني دانون لاقتحام باحة الأقصى العشرين من تموز الجاري جاء ضمن خطوات مركزية منظمة تعتمدها السياسة الصهيونية على ثلاث مسارات لتحقيق الهدف المركزي من هدم الأقصى واقتطاع أجزاء كبرى من أرضه لإقامة الهيكل المزعوم المؤسّس لقصة المشروع الصهيوني الاستعماري والذي أُستدعي من خلاله دعم ملايين اليهود والمسيحيين المحافظين في برنامج ديني عنصري متطرف يؤمن بتصفية وإبادة سكان ارض تاريخيين وإزالة مقدساتهم الدينية المشهودة في كل التاريخ المعرفي الإنساني و مع ملاحظة مهمة للغاية وهي أنّ هذا الحراك الإرهابي المتطرف يحظى بدعم دول النفاق الديمقراطي وحشد من مؤسساتها الإعلامية كدليل رئيس يعيد التذكير بقضية اختطاف القيم والميزان الإنساني لحقوق الشعوب وكيف يُرفع هذا الشعار وهو يُنقض باستمرار من دعاة التقدم وهو يدعمون اكبر قضية تطرف عنصرية إرهابية في موقع هو من ضمن أكثر مناطق الأرض قداسة عند الأمم وتحظى العملية بدعم أو غض طرف مُسيّس ومنظم يدعم تلك الكتلة الإرهابية المتطرفة السلوك والتعصب الديني ويكشف حالة اختطاف المشهد الإنساني أو تعجيزها وتخاذلها في الحالة العربية والدولية عن اتخاذ هذه العملية الإرهابية مداراً لتسليط الضوء على معنى التضامن الإنساني أمام هذا الإرهاب ومن يدعمه لكي يبقى الحق الإنساني معبراً عن الضمير الحُر ولكن يبدوا أنّ هذا الضمير في ذاته معتقلا لدى غونتناموا مجلس الأمن وسلطاته الأمنية . لكن هذا البرنامج الصهيوني لا يزال يصطدم بإعاقة ضخمة وفدائية رغم قلة الإمكانات وندرة المعين وهي قد تجسدت في حركة الفداء الفلسطيني من جوار الأقصى ومن منطقة الثمان والأربعين مدناً وقرى حيث سقط في هذا الاقتحام 40 جريحاً في تصاعد مركزي كبير تشتعل به جنبات المسجد الأقصى وتتقدم حركة العودة في ال 48 إلى برنامج اكبر من التفاعل وهو ما يشير إلى التساؤل الأكبر , كيف يؤسس الدعم المركزي لهذا الفداء الفلسطيني الذي جسّده هذا الحراك بقيادة رائد صلاح ونواب حماس عن القدس والمناضلة العربية حنين الزعبي واحمد الطيبي وغيرهم , وما هو المطلوب عربياً على مستوى النخبة من علماء ونشطاء ومثقفين ورأي عام يلزم الوضع الخطير لدحرجة هذا المشروع والذي يعيقه حراك الأرض المباركة الشعبي في القدس وفي غزة حيث يعتبر هذا الوجود المقاوم المدني والسياسي والعسكري في غزة عقبة وصخرة أمام هذه الدحرجة . إنّ من المهم أن يتطور التواصل إلى خطوات ومواسم تنفيذية تقدم الدعم للقدس ولعرب 48 , والاختراق لهذا الحصار والعجز الرسمي العربي ليس انتظاراً لدعمه ولا تركه بل التكامل بالضغط للحصول على الحد الأدنى الممكن من أي مشاركة تساهم في صمود القدس , ومهام المثقفين العرب والنشطاء مواجهة هذه المسارات الثلاثة التي تتشكل في دحرجة هذا المشروع من خلال تنفيذه على الأرض مع احتواء هذا الزحف بأحاديث السلام والمفاوضات المزعومة والمسار الثالث مواجهة حراك دعم القدس الداخلي بتصفية قواه السياسية ونشطائه وبعثرة جهوده مع قلق صهيوني مكثف من بقاء غزة مستقلة عن البرنامج الصهيوني وفشل كل الجهود لضربها وشعور تل أبيب المضرب من استمرار غزة في هذا الطور المستقل بمقاومتها إذ أنّ التواصل الفكري والوجودي لم ينقطع عن الضفة رغم إيلام الانقسام فوجود غزة المقاومة يخلق ضمنا خندق متصاعد من قوة فرص العودة وتوسيع الكفاح لأجلها وهو ما يُرعب الكنيست , ولذا طرح لبرمان مشروع فصل غزة لان غزة المستقلة عن إرادة مشروع التصفية الدولي لقضية فلسطين هي مندمجة بصورة متصاعدة وحيوية مع عقيدة التحرير الكلي ويكفي شعبية إسماعيل هنية الطاغية في 48 وفي المخيمات في كل مكان وفي المهجر مؤشر لمخاوف الرعب الذي حمل جناح الصهاينة المتطرف لعزل غزة وان كانت تلك المبادرة للبرمان في ذاتها هي هزيمة للإسرائيليين أمام صمود غزة التاريخي , ومرة أُخرى نؤكد على أنّ السؤال والحراك يجب أن ينصب على كيف ندعم هذا الصمود ونقلب الدحرجة على العدو .