فرضت السلطات السودانية مساء الخميس حظر التجول في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، إثر صدامات دامية بين الشرطة وآلاف المتظاهرين الذين دعوا إلى "إسقاط النظام"، وذلك غداة اغتيال تاجر في المدينة. وقالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) إن "والي جنوب دارفور اللواء آدم محمود جار النبي أعلن أمر طوارئ بحظر التجوال بالمدينة اعتبارا من الخامسة مساء الخميس وحتى السابعة صباح الجمعة. ونقلت الوكالة عن الوالي قوله في مؤتمر صحفي إنه "عقب تشييع التاجر ظهرت تجمعات ومظاهرات انضمت لها مجموعات أخرى استغلوا طلبة المدارس حتى وصلوا إلى مقر الحكومة ورددوا هتافات خرجت عن الموضوع". وأضاف أن المتظاهرين قاموا بحرق مكاتب وتهشيم الزجاج ونهب ممتلكات بمقر الولاية قبل انتقالهم إلى مؤسسات إدارية أخرى والقيام بأعمال مماثلة. بينما ذكر أحد السكان لوكالة الصحافة الفرنسية أن الشرطة أطلقت الرصاص وأنه شاهد أربعة جرحى، وأضاف أن المتظاهرين أشعلوا النار في مقر حكومة الولاية ورشقوا سيارة الوالي بالحجارة. وقال شاهد عيان آخر شارك في التظاهرة إن 15 ألفا من سكان المدينة تظاهروا وهم يهتفون "الشعب يريد إسقاط النظام، و"ارحل ارحل"، وردت الشرطة بإطلاق الرصاص والغاز المدمع. وتأتي هذه التظاهرات غداة اغتيال رجل أعمال مساء الأربعاء كان برفقة أسرته، وفق شهود، وتعذر الحصول في الحال على تفاصيل عن حادثة الاغتيال.وقالت وكالة السودان للأنباء إن متمردين من الإقليم دخلوا المدينة ويحاولون استغلال الموقف، مضيفة أنه يجري التحقيق في قتل رجل الأعمال على أيدي مسلحين مجهولين. وكانت نيالا شهدت في يوليو/تموز اشتباكات بين قوات الأمن ومليشيات، كما هاجم مسلحون متاجر، في حين أشارت منظمات إنسانية إلى تعرض مقارها في المدينة للنهب. وقالت لجنة خبراء للأمم المتحدة في فبراير/شباط الماضي إنها جمعت شهادات وأدلة عن انعدام الأمن، بما في ذلك زيادة معدلات الجريمة داخل المدن وبينها نيالا. وتقاتل مجموعات متمردة الحكومة السودانية في إقليم دارفور الواقع في أقصى غرب السودان منذ عشرة أعوام.