أظهرت مجموعة ضخمة من الملفات السرية التابعة لجيش الاحتلال الأمريكي صورة مدمرة لفشل الحرب في أفغانستان. وتكشف تلك الوثائق، التي تم تسريبها، عن كيفية قيام قوات الاحتلال بقتل مئات المدنين في حوادث لم يتم الإعلان عنها، وعن تصاعد هجمات طالبان ضد الاحتلال، وتوجس قادة حلف الناتو خيفة من قيام الجارتين باكستان وإيران بدعم المقاومة في أفغانستان. ويعتبر الكشف، الذي أحرزه موقع "ويكي ليكس"، عن أكثر من 90 ألفًا من سجلات الحوادث والتقارير الاستخباراتية حول الصراع، من أكبر التسريبات في تاريخ الجيش الأمريكي. وتروي الملفات، التي حصلت كل من "ذي جارديان"، و"نيو يورك تايمز" وأسبوعية "دير شبيجل" الألمانية، على نسخة منها, أحداث –على طريقة الضربات القاضية المتتالية- الحرب خلال السنوات الست الماضية، والتي حصدت أرواح ما يربو على 320 جندي بريطاني، وما يزيد عن 1000 جندي أمريكي. ويأتي هذا الكشف وسط قلق متزايد من إخفاق إستراتيجية أوباما في أفغانستان، وبالتزامن مع قيام قوات الاحتلال بالبحث عن جنديين من البحرية الأمريكية تم أسرهما من قبل طالبان جنوبي كابل، يوم الجمعة. كما تضم السجلات تفاصيل أخرى، من بينها:كيف تسترت الولاياتالمتحدة على أدلة تفيد امتلاك طالبان صواريخ أرض جو ، وكيف قامت وحدة سرية "سوداء" من القوات الخاصة بمطاردة قيادات طالبان وفق سياسة (القتل أو القنص)، دون محاكمة ، كيف تستخدم قوات التحالف طائرات ريبر (الحاصدة) القاتلة، لاقتناص وقتل أهداف من حركة طالبان ، وكيف صعدت طالبان من عمليات زرع العبوات الناسفة على جوانب الطرق، ما أسفر عن خسائر متزايدة. ومن جانبها ، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاجون) أن البحث في أمر تسرب وثائق عسكرية سرية تخص الحرب في أفغانستان سيستغرق "أياما إن لم يكن أسابيع" وان من السابق لأوانه تقييم حجم الأضرار. ووصف الكولونيل ضيف لابان المتحدث باسم البنتاجون : نشر الوثائق بأنه "عمل إجرامي" ، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع تعمل على وجه السرعة على فحص الوثائق لمعرفة ما "إذا كانت تكشف عن مصادر وأساليب" من شأنها تعريض الجنود للخطر أو إلحاق الضرر بالأمن القومي.