الأحد8 / 9/ 2013 ....................................................................... أرسل إليكِ يا أ. أميمة بعدما ضاقت بى كل السبل... وحقيقةً لا أعرف من أين أبدأ وإلى أين سينتهى بى الأمر.. وهل سأجد لديكِ الحل الذى سيخرجنى من هذا المأزق الملعون الذى يكاد أن يفتك بى؟.. أنا أعمل مرشدة سياحية بإحدى الشركات السياحية.. على قدر من الجمال وسنى 30 عاماً... والدى ووالدتى متوفيان ولى أخ مهاجر وأخ آخر كنت أعيش معه هو وزوجته وبناته.. ورغم أننى أعيش مستوى اجتماعى راقِ جداً وآخر مادى كبير، فميراثى من والدى كبير ولا أحتاج لشىء، ولكن مأساتى الكبيرة والعجيبة أننى "لصة" والعجيب أن كل ما أقوم بسرقته هى الملابس الداخلية الحريمى من صديقاتى ومن السائحات اللاتى أتعامل معهن... أرجوكِ لا تهزئى برسالتى ومشاعرى، فأنا فى مأساة حقيقية، لم تسلم منى تقريباً معظم صديقاتى وقريباتى والسائحات... ولا أدرى لماذا أفعل هذا فكلما أدخل حمامتهن أو غرفهن الخاصة وتقع عيناى على ملابسهن لا أستطيع أن أخرج إلا وأنا أخبئ بين طيات ملابسى شيئاً منها، حتى الإيشاربات أجدنى أميل لسرقتها رغم أننى لست محجبة! الأمر يبدو غريب وعجيب! ولكن هذا ما يحدث معى، حتى السائحات وهن على الشاطىء تجدينى حتماً لا أرتاح إلا بعدما آخذ من ملابسهم الداخلية أى جزء.. وفى إحدى السنوات كشفت إحداهن الأمر وتسبب ذلك فى فصلى من إحدى الشركات.. حتى بعض صديقاتى وقريباتى أرتبن فى أمرى وتقريباً قطعن علاقتهن بى ... حتى خُطابى يفسخون الخطبة بعدما يعرفن الأمر من أى شخص ، وحدث أن فعلت نفس الموقف مع أخوات أحد خطابى وعندما تأكدوا أننى من سرقتهم تركونى...حاولت العلاج النفسى كثيراً وعند عدد من الأطباء النفسيين الكبار وأخذت كثيراً من العلاج ولكن دون جدوى، فأترك السرقة فترة ثم أعود إليها، مللت الحياة وسئمتها لدرجة أننى حاولت الانتحار مرتين، منهما مرة بسببها لازلت فى مرحلة العلاج منه ... أشعر بالضياع، وحتى أخى تشاجرت معه هو وزوجته لهذا السبب، فتركته وأعيش وحدى فى منزل أبى حالياً منذ شهرين فيقول إننى سببت له فضائح وأن ابنته الصغيرة تقوم بتقليدى... أشعر باختناق ولا أدرى ماذا أفعل ولا لماذا أفعل هذا؟! وأعلم أنكِ ربما لا تستطيعين مساعدتى، ولكن ما أثق به أنه بمجرد أن أحكى لكِ وتجيبينى بردك سوف تخففين من هم صدرى.. وحاولت أن أحادثك هاتفياً على الخط الساخن ولكن يبدو أن العطل من طرفى ... أشكرك وأسف على الإطالة. (الرد) حبيبتى .. أشعر جداً بمعاناتك ومأساتك..أعلم أن الوضع صعب وأنها عادة مؤسفة يمكن أن تلتصق بالبعض .. ولكن فى البداية هونى على نفسك فليس منا من لم يحمل هماً .. وطالما أنت أرسلتِ لى وأنتِ مهمومة بهذا الشكل، إذاً فأنتِ إنسانة نقية بداخلك وترفضين هذا الوضع الشاذ، وتحظين بنفس لوامة، وتعرفين أنه حرام ولا يرضاه الله تعالى ولا عباده .. ولكن وليس معنى هذا أن تعالجين خطئك بخطأ أكبر، مثلما حاولتى أن تنتحرين أكثر من مرة، فكل مشكلة فى الدنيا بالتأكيد لها أكثر من حل، ولكن إن هربنا منها لما يغضب الله فهنا نكون فشلنا فى الاختبار الذى اختبره الله لنا فى ذلك الابتلاء .. فلابد ألا تلجأين أبداً لفكرة الانتحار وإزهاق روحك بغير حق حتى لا تصبحين فى مرتبة الكافرة والعياذ بالله..فأنت تنقصك فقط بعض المكملات حتى تتخلصين من هذه العادة السيئة لتنعمين بحياة أكثر استقراراً وقرباً من الله تعالى... وسوف أبدأ معكِ بالعقدة التى ربما كانت السبب فى ابتلائك بهذا المرض النفسى .. فربما كانت والدتك رحمها الله وأنتِ صغيرة تُجرم حديثك معها فى الأمور الحساسة لدرجة امتناعها أن تشبع رغبتك كفتاة فى ارتداء الملابس الداخلية الحريمى .. وربما بعدما كبرتى وأنتِ بعيدة عنها بسبب وفاتها كنتِ تخجلين من شراء ما يعجبك منها وأنتِ بمفردك .. عموماً إن كان تحليلى لكِ صائبا أو هناك أسباب أخرى فعليكِ بتحدى أى سبب مهما كان وتتحدثين مع نفسك:" إنه لن يهزمنى عرض أو مرض ولن أخسر دينى وسمعتى بسبب أشياء عادية فى متناول الأيدى"... وقومى بتحديد عدد من محلات اللانجيرى التى تعجبك واذهبى إليها وقومى بشراء أجمل وأغلى وأروع الملابس منها، وعندما تعودى لمنزلك ارتديها وابدئى فى استعمالها حتى إذا رأيتِ مثلها أو غيرها عند صديقاتك، فذكرى نفسك سريعاً أنك تمتلكين أجمل وأغلى ثمناً منها وأن مثلها لا يعنيكِ فى شىء..وقتها ستشعرين باكتفاء وإشباع لهذا النقص، وليتك من فترة لأخرى تفعلين ذلك مع شراء مثلها هدية لإحدى صديقاتك.. وما أذكره لكِ هو تدريب عملى على الخلاص من عقدتك... هذا بالإضافة إلى أشياء أهم لابد وأن تقومين بها وهو أن تستعينى بالله على نفسك الأمارة بالسوء.. وهذا يأتى بالالتزام بالصلاة والصيام والزكاة وجميع الفرائض مع كثرة الاستغفار.. وأوصيك حبيبتى بكثرة الصدقات بنية الشفاء من هذا الداء..ويكفيكِ أن تذكرين نفسك دوماً بأن عقاب السارق حده عند الله كبير وهو قطع اليد فهو عقاب للردع ليس بهين حيث قال سبحانه: " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".. فإن استشعرت رهبة الله وعقابه إن حملتيه يوم القيامة ستقدرين وقتها حجم المصيبة فى أن تمتد يداك لتأخذ ماهو ليس من حقك.. وليتك أن تندمجين أكثر فى المجتمع ..حاولى أن تنضمى لبعض الجمعيات الخيرية ليكون لك فيها دور إيجابى تملئى من خلاله وقت فراغك..إشغلى نفسك بقراءة القرآن الكريم واجعلى لكِ منه ورداً يومياً..صلى أرحامك بكثرة زيارتهم ومساعدتهم..مارسى رياضة تحبينها بشكل منتظم..ولا تتركين نفسك أبداً للفراغ القاتل الذى يضيع العمر ويسرقه بدون فائدة.. وأخيراً دعوة منى إليكِ... حتى تكتمل الصورة الرائعة لأختى المسلمة الحقيقية الجميلة التى أراها لكِ من خلال السطور، فأتمنى حبيبتى أن ترتدين أجمل رداء وهو الحجاب الذى هو العنوان الطيب للفتاة المسلمة واللمسة اللطيفة التى تميز المسلمة عن غيرها.. فلعل الله يرفع عنك ذلك الابتلاء بفضل ارتدائك للحجاب إن شاء الله. ........................................................................... تنويه هام للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الاثنين من كل أسبوع , من جريدة المصريون الورقية, لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة, ليشارك معى بكلمات هادفة, فاليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب, مرفقة باسمه وصورته الشخصية, لنشرها فى صفحة باب "افتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. .............................................................................. تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل اثنين ملحق "افتح قلبك" فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل. ................................................... **لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة.أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. وللرد المباشر للأستاذة أميمة على مشكلاتكم الاجتماعية والأسرية من خلال الهاتف فيمكنكم الاتصال برقم ( 2394) .