عبر استخدامهم الحيلة، نجح مهربون مصريون في تهريب نحو 48 سيارة حديثة عبر الأنفاق إلى قطاع غزة، بعد أن أوهموا السلطات المصرية بأنها موكب زفاف. وقالت مصادر الشرطة المصرية إن واقعة التهريب جرت أول أمس. وروى شهود عيان بأن المهربين ابتكروا حيلة طريفة في عملية تهريب السيارات، حيث قاموا بتنظيم موكب ضخم من هذه السيارات وهي مزينة بما يشبه مواكب زفاف العرائس، واستقلها عشرات منهم بصحبة زوجاتهم وأطفالهم وهم يطلقون الزغاريد والأغاني، وطافت السيارات بهم مدينة رفح وهي تحمل زينات الأفراح. وقد سمح لهم رجال الأمن بالمرور دون تفتيش السيارات أو فحص أوراقها خوفا من تذمر قائديها، باعتبار أنهم في مناسبة ينبغي على الشرطة أن تساعد في إتمامها على خير، بلا إبطاء، إلا أن بعض رجال الأمن المتمركزين على الحدود شعروا بوجود حركة غير طبيعية بمنطقة "الدهينية" فداهموا المنطقة، وتبادل معهم المهربون إطلاق الرصاص قبل أن يفروا هاربين. وتمكنت الشرطة من ضبط 60 سيارة أمام فتحة النفق بعد أن تمكن المهربون من تمرير 48 سيارة أخرى. وقال شاهد عيان إن المهربين استغلوا تيسير إجراءات التفتيش التي بدأتها الشرطة على الحواجز الأمنية بعد التوتر بين الشرطة والبدو خلال الأسابيع الماضية. وأضافوا أن معظم هذه السيارات كانت من ماركة «بي إم دبليو» و«هيونداي إلنترا»، و«كيا سيراتو» الجديدة، وكانت بألوان مختلفة وتحمل لوحات معدنية بأرقام مصرية. وأوضح مصدر أمني أن بعض السيارات المضبوطة تبين أنها مسروقة منذ فترة من مدينة العريش ومن محافظات أخرى، مؤكدًا أن هذه السيارات كانت ذاهبة لبعض أثرياء قطاع غزة لارتفاع أسعارها. ووفق معلومات متوفرة لدى الأمن، فإن قطاع غزة يعاني نقصا في السيارات الحديثة، كما أن حالة السيارات الموجودة هناك بالفعل ساءت جدا مع تراجع عمليات تهريب قطع غيار السيارات، خاصة مع التشديد الأمني المصري على عمليات التهريب. يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ضبط نفق لتهريب السيارات جنوب معبر رفح. وترجع قلة هذا النوع من التهريب، بسبب المخاطر التي تحيط بهذا النوع من العمليات، منها احتمالات اصطدام السيارة بالنفق مما قد يؤدي إلى انهياره، علاوة على ارتفاع تكلفة تهريبها، إضافة إلى التشديد الأمني المصري تجاه هذا النوع من الأنفاق. وكان المهربون في الماضي يفككون السيارة إلى أربعة أجزاء، ليجري تجميعها مرة أخرى داخل القطاع، إلا أن هذه الطريقة توقفت منذ فترة بسبب عدم توافر عناصر الأمان في رد القطع إلى حالتها الأولى. جدير بالذكر أن النفق المعد لتهريب السيارات مصمم بطريقة تسمح بمرورها عن طريق جرها بطريقة آمنة تقلل من احتمالات اصطدامها بجوانب النفق، مما قد يؤدي إلى انهياره. وأرضية هذا النوع من الأنفاق مجهزة ومنبسطة بما يتيح للسيارة السير من دون أن تتعرض للغرس في التربة الرملية، كما أن جوانب النفق محكمة للغاية بشدادات من الحديد تشبه الألواح المستخدمة في صناعة حاويات البضائع التي تكون على السفن، كما أنه يسمح أيضا بتهريب الشاحنات الصغيرة التي تدخل النفق عبر المهبط الإسمنتي. وتنزل السيارة إلى النفق عبر مهبط قطره ثلاثة أمتار، وبعد نزول السيارة يتم سحبها إلى الجانب الفلسطيني، لأن سيرها بالمحرك قد يؤدي إلى تدمير النفق وسهولة اكتشافه.