اجتمع شيوخ المحامين أمس مع المستشار سرى صيام، الرئيس الجديد لمجلس القضاء الأعلى، في إطار البحث عن سبل لحل الأزمة المشتعلة منذ شهر بين المحامين والقضاة، والحيلولة دون اللجوء إلى إجراءات تصعيدية من شأنها تعقيد الموقف ودخول العلاقة بين "جناحي العدالة" إلى نفق مسدود. وعقدت لجنة شيوخ المحامين اجتماعًا صباح أمس بمكتب رجائي عطية بحضور كل من الدكتور محمود السقا والدكتور عوض محمد عوض وعادل رمزي وسيد لاوندي وصلاح القفص ومحمد كمال عبد العزيز ولمياء صبري مبدي, قبل أن يتوجه أعضاؤها إلى دار القضاء العالي حيث التقوا المستشار سرى صيام الرئيس الجديد لمجلس القضاء الأعلى, وأجروا اتصالا هاتفيا مع النائب العام المستشار عبد المجيد محمود تناول بحث سبل الخروج من الأزمة. وقال المحامي عادل رمزي، إن شيوخ المهنة اتفقوا خلال الاجتماع على تسوية الأزمة بشكل ودي في إطار الأسرة الواحدة، لأن المحامين والقضاة هما "جناحا العدالة"، وأضاف أن شيوخ المحامين طرحوا مبادرة تهدف إلى حل الأزمة تتمثل في إصدار بيان مشترك للمحامين والقضاة يؤكد على أنهم كيان وأسرة واحدة، وأن الخلاف الحاصل لا يستدعي كل هذه التطورات. وأوضح أن رئيس مجلس القضاء الأعلى والنائب العام أبديا استعدادهما لاحتواء الأزمة وطلبا من المحامين التوقف عن المضي في إجراءات تصعيدية والتزام الهدوء حتى تكون هناك فرصة لتسوية الأزمة في أجواء ودية، وأشار إلى أنه سيتم عقد اجتماع في القريب مع النائب العام الذي طلب من المحامين مقابلة رئيس مجلس القضاء الأعلى أولا باعتباره رأس الهرم في السلطة القضائية. واعتبر رمزي أن ما يقوم به شيوخ المحامين من مبادرات لحل الأزمة يجري بعيدًا عن مجلس النقابة، "لأن النقابة فيها تيارات مش كويسة وفيها ناس عاوزين الأزمة تستمر"، على حد تعبيره, وأضاف أن المحاميين المحبوسين يريدان تسوية الأزمة ويبادرا بالاعتذار إلا أن بعض المحامين ذو الثقل في النقابة يرفضون الاعتذار أو التسوية, وأشار إلى أنهم سيرتبون للقاء مع مجلس النقابة العامة للمحامين قريبًا. وكان قد تردد أن المحاميين إيهاب الساعي ومصطفى فتوح قدما في بداية الجلسة التي عقدتها محكمة جنح مستأنف طنطا يوم الأحد اعتذارًا عما بدر منهما تجاه مدير نيابة طنطا، باسم أبو الروس وقدما تنازلا عن الشكوى المقدمة منهما ضده، مما دفع عضو هيئة الدفاع منتصر الزيات إلى الانسحاب. غير أن المحاميين الصادر بحقهما حكما بالحبس خمس سنوات مع الشغل نفيا أن يكون قدما اعتذارًا وهددا خلال الجلسة القادمة بكشف مفاجأة "ستقلب الدنيا رأسًا على عقب" كما ورد في تصريحات صحفية نشرت أمس.