المال السايب يعلم الرقص

لايختلف علماء الاجتماع الذين جعلوا من الشعب المصري مادة لدراساتهم أن الدين مكون اساسي من مكونات شخصية هذا الشعب .. وأنه حتي قبل مجئ الأديان السماوية إليه .. شعب متدين يحب الدين ويعظمه وتسموا مكانته في نفسة .. ويستطيع كل من عاش بين هذا الشعب أن يدرك أن هذا الشعب حتي من كان من أفراده مقصرا في أداء حقوق الدين عليه الا أنه يحمل في داخله تعظيم الدين وأهله مع الاحساس الدائم بالتقصير تجاهه .. بل إنني لأزعم أن الدين يكاد يكون هو المحرك الاساسي لكل حركات التحرر الوطني ضد الاستعمار وضد صور الانحراف التي احتاجت لمن يتصدي لاصلاحها بالثورة أو باللين .وإن أبناءه علي استعداد دائم للتضحية في سبيل الدين إذا ماجد الجد واحتاج لتضحياتهم بالمال أو بالجهد أو بالنفس .
ولذلك فقد تعجبت كثيرا وأنا أقرأ أن وزارة المهرجانات – الثقافة سابقا - تقيم هذه الأيام , ,مهرجانا للرقص – اي والله للرقص – في بعض بلدان مصرنا المحروسة بلد الأزهر والالف مئذنة .. ومهرجان الرقص لمن لايتخيله هو مهرجان يتم فيه جمع الغوازي والعوالم من المواخير وعلب الليل في شارع الهرم ومن الموالد والمراقص ويتم استضافتهم علي حسابي وحسابك من اموال دافعي الضرائب في فنادق النجوم الخمس حيث ينفق عليهم ببذخ أيام المهرجان وتجري بينهم مسابقات في تشليح ملابسهن – ولامؤاخذة – وهز اجسادهن .. ويعطين علي ذلك جوائز من جيبي وجيبك كلما كن اكثر جرأة – اقصد بجاحة – في اداء ذلك .
ياالله !!! لقد سخر التاريخ علي مدي القرون من ملكة فرنسا – ماري انطوانيت - حينما قيل لها إن الشعب جائع لايجد الخبز فقالت ولماذا لايأكلون الجاتوه – ولاندري إن كانت قالته حقيقة أم انهم تقولوا عليها – ونحن الآن نسمع عن المرأة التي قتلت ولدها وحاولت الانتحار وعن الرجل الذي شنق نفسه من الجوع وعن قتلي طوابير الخبز وعن العواطلية الذين لايجدون عملا يتقوتون منه وعن وعن وعن .. بينما هناك من يأخذ مالي ومالك الذي – طفحنا فيه الدم – لينفقه علي الغوازي والعوالم ومهرجاناتهم .
و أننا لنجد اجهزة الدولة بقضها وقضيضها تحتشد لتحاصر داعية حديد اللسان أوسياسيا شديد الكلام أو خطيبا عالي الصوت حذرا مما تحدثه كلماته من اثارة او استفزاز قد يستثير العامة فيخلوا بالأمن أو يثيروا القلاقل بل قد يلقي به في غيابات السجن حفاظا علي استقرارالمجتمع .. قل لي بالله عليك أي استثارة للمجتمع أشد مما يفعله هؤلاء وكيف تتصور أن يسمع الانسان أن الضرائب التي تؤخذ من لحمنا الحي وندفع فيها دماء قلوبنا تنفق بهذا البذخ علي الغوازي والراقصات مكافأة لهن علي تشليح الاجساد وهز ال ... واشاعة الفجور .
بل إن الأخطر من ذلك أن كل من درس مشكلة الافكار المتطرفة التي يكفر اصحابها المجتمع ويحملون عليه السلاح ويعادون مؤسساته أكدوا أن مثل هذه المظاهر الفجة في الاستهانة باعراف الناس وعاداتهم المستمدة من دينهم .. وهذه المخاصمة السافرة لمبادئ وقيم الدين كانت من أهم الأسباب المؤدية لمعاداة الدولة ومؤسساتها .. اذ أن مثل هذه التصرفات الحمقاء ومن المؤسسات الرسمية للدولة توحي بأن الدولة ليست راضية عنها فحسب بل إنها لتشيع الظن بأن الدولة تفعل ` ذلك عداءا للدين بينماقد يكون ذلك مجرد تصرف من احد الموظفين الحمقي يظن أنه بذلك يرضي البعض والأمر ليس كذلك .. هل هناك استهانة بأمن البلد أكثر من ذلك .. وهل هناك ما هو اخطر من ذلك علي فكر ابنائنا الشباب واعمالهم ومواقفهم من البلد والمجتمع .. إنها عملية تحطيم لهذا الشباب مستقبل هذا البلد وملتقي آماله واستهانة خطيرة بمقدرات هذه الأمة .
أليس في الأمة مسئول رشيد يأخذ علي أيدي هؤلاء العابثين المستهترين حماية للبلد وشباب البلد بل وأمن البلد .
تصريحات بدون تعليق :
صرح السيد وزير الثقافة بمناسبة المهرجان الراقص وتحت شعار المهرجان " ارقص واجعل قلبك يرقص " يقول "الرقص المسرحي الحديث شئ محترم جدا وانني سعيد لوجود هذا النوع من الفن في مصر "ويضيف " لم يكن ممكنا ان يكون العالم كله يرقص ويتطور وتقف مصر بعيدا عن هذا التطور "
تصريح اخر :
الرقص فن راق والمصريات هن اصل الرقص الشرقي ويكفي ان الهدف من المهرجان تعريف العالم الغربي بثقافة الرقص الشرقي "
التصريح الاخير نشر علي لسان الراقصة الشهيرة دينا تحت عنوان " الرقص ليس حراما "