هددت الولاياتالمتحدة وبريطانيا "بالرد بشكل جاد" اذا تبين أن سوريا قد استخدمت الأسلحة الكيميائية ضد مواطنيها الاسبوع الماضي، حسبما أعلن مكتب رئيس الحكومة البريطانية. من جانبه، قال وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل إن البنتاغون مستعد لتنفيذ أي خيار عسكري ضد سوريا يأمر به الرئيس باراك اوباما بحسب ما ذكرت البى بى سى. وكان الرئيس الامريكي ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون قد اجريا محادثة هاتفية دامت 40 دقيقة السبت. وقال الزعيمان إن أي استخدام واضح للسلاح الكيمياوي من جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيستدعي ما وصفاه برد جاد من قبل المجتمع الدولي. وأشار بيان اصدره مكتب كاميرون إلى أن رفض الرئيس السوري التعاون مع المحققين الأمميين الموجودين الآن في دمشق، يوحي بأن "لدى الأسد ما يخفيه." وجاء في البيان أن كاميرون واوباما "كررا ان أي استخدام بين للاسلحة الكيمياوية يتطلب ردا جادا من جانب المجتمع الدولي، وقد كلفا مسؤولي ادارتيهما بدراسة كل الخيارات المتاحة." وقال البيان إن الزعيمين اتفقا على أنه "من الضروري جدا ان يتمسك العالم بحظر الاسلحة الكيميائية وان يردع اي استخدام لهذه الاسلحة." كما تحدث كاميرون الى نظيره الكندي ستيفن هاربر الذي اتفق معه بأن على "المجتمع الدولي الرد بشكل مناسب" حسبما جاء في بيان مكتب رئيس الحكومة البريطانية. الاعلام السوري الرسمي يتهم المعارضة بقتل 31 شخصا باستخدام صواريخ تحتوي على "مواد كيمياوية"، والمعارضون يتهمون بدورهم الجيش بالمسؤولية عن الهجوم المزعوم. وقال مراسل بي بي سي للشؤون السياسية ايان واتسون إنه واثق من أن عبارة "الرد الجاد" لا تتضمن غزوا بريا لسوريا، ولكن لا يمكن تجاهل خيارات اخرى منها الهجمات الجوية. واضاف مراسلنا بأن عددا من النواب المحافظين في مجلس العموم البريطاني قد احاطوا كاميرون علما بأنهم لا يريدون له ان يتعهد بأي شكل من اشكال التدخل العسكري في سوريا ما لم يستشر المجلس اولا. في غضون ذلك، قال البيت الأبيض إن مستشاري الرئيس أوباما لشؤون الأمن أطلعوه على عرض مفصل لكافة الخيارات المتوافرة لدى واشنطن للتعامل مع أي استخدام للسلاح الكيميائي في سوريا. كما تحدث وزير الخارجية الامريكي جون كيري هاتفيا في وقت لاحق مع نظيره السوري وليد المعلم. وقالت وكالة رويترز التي اوردت النبأ إن كيري قال للمعلم إنه كان ينبغي على الحكومة السورية السماح لمفتشي الاممالمتحدة بتفقد المواقع التي يقال إنها شهدت أخيرا استخدام اسلحة كيميائية. وقالت رويترز إن كيري تحدث لاحقا الى وزراء خارجية السعودية والاردن وتركيا وغيرهم وناقش معهم الادلة المتوفرة حول استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا. ولكن ايران حملت المعارضة مسؤولية استخدام اسلحة كيميائية في سوريا حذرت الغرب من مخاطر أي تدخل عسكري. وقال عباس آراكجي الناطق باسم وزارة الخارجية في طهران إن "ثمة أدلة تشير الى قيام الارهابيين بتنفيذ هذا العمل." واضاف الناطق الايراني "لا يوجد تخويل دولي للتدخل." وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" قد قالت إن أشخاصا يعانون أعراضا عصبية عولجوا في مستشفيات تشرف عليها في العاصمة السورية دمشق. وأضافت المنظمة أن 3600 مريضا يعانون تلك الأعراض دخلوا تلك المستشفيات وأن 355 منهم فارقوا الحياة. وقالت المنظمة إن المصابين وصلوا الى ثلاثة مستشفيات في محافظة دمشق في 21 أغسطس/آب، وهو اليوم الذي قال فيه ناشطون سوريون إنهم تعرضوا لهجوم بأسلحة كيميائية. لكن المنظمة تقول إنها لا تستطيع التأكيد بشكل علمي أن الضحايا تعرضوا لهجوم بسلاح كيميائي. ووصف موظفو المستشفيات وصول موجات من المرضى خلال ثلاث ساعات يعانون أعراضا مثل التشنج وسيلان اللعاب وضيق في بؤبؤ العين ومشكلات في الجهاز التنفسي. وقالت المنظمة إن بعض هؤلاء المرضى عولجوا بالأسبرين الذي يستخدم في العادة لعلاج أعراض عصبية كهذه. وياتي بيان المنظمة ليعزز ادعاءات متزايدة باستخدام اسلحة كيميائية في غوطة دمشق. في سياق متصل وصلت انجيلا كين المسؤولة عن شؤون نزع السلاح في منظمة الأممالمتحدة إلى دمشق لحض المسؤولين السوريين على السماح لمفتشي الأممالمتحدة بالوصول إلى موقع يشتبه في تعرضه لهجوم بأسلحة كيميائية. وفريق مفتشي الأممالمتحدة موجود بالفعل في سوريا للتحقيق في مزاعم سابقة باستخدام أسلحة كيميائية. في غضون ذلك قالت وكالة سانا السورية الرسمية وفي معلومات اولية أوردتها إن عددا من جنود الجيش السوري تعرضوا لحالات اختناق أثناء دخولهم إلى منطقة جوبر شرقي العاصمة السورية. وقال التلفزيون السوري إن جنودا عثروا على مواد كيماوية في أنفاق لمقاتلي المعارضة في ضاحية جوبر بدمشق السبت. واضاف التلفزيون أن عربات الاسعاف هرعت لانقاذ من يختنقون في جوبر مضيفا أن وحدة تابعة للجيش تستعد لاقتحام الضاحية التي يتمركز بها مقاتلو المعارضة الذين يقاتلون من أجل اطاحة الرئيس بشار الأسد. وكانت المعارضة السورية اتهمت قوات الحكومة باستخدام أسلحة كيميائية في منطقة الغوطة الشرقية في ريف العاصمة السورية. ويقول مراسل بي بي سي في دمشق عساف عبود إن الحكومة السورية لم تعلن حتى اللحظة أي موقف من الدعوات الدولية لإجراء هذا التحقيق بأسرع وقت ممكن. وكان الأمين العام قرر إيفاد انغيلا كين إلى دمشق للضغط من أجل فتح تحقيق في الهجوم المزعوم. وطالب الأمين العام بالسماح لمفتشي الأممالمتحدة بالوصول إلى موقع الهجوم المزعوم للتحقيق. وقال انه يستغرب أن يعرقل احد، سواء الحكومة أو المعارضة، التحقيق في الأمر، وقال ان استخدام الأسلحة الكيميائية فيه انتهاك للقوانين الدولية ويتطلب اتخاذ إجراءات ضد المنتهكين. وحض بيان صادر عن الأممالمتحدة الأطراف في سوريا كافة على التعاون مع البعثة الدولية.