أكد منشقون عن جماعة الإخوان المسلمين، أن ملاحقة قوات الأمن والشرطة لقيادات الجماعة لن تشل حركتها باعتبارها تنظيمًا قويًا ولكن ربما ينتج عنه فعاليات غير سلمية خلال الفترة المقبلة، فيما توقع البعض تشظى الجماعة وتفتتها وانضمام بعض عناصرها للجماعات التكفيرية والجهادية، فيما رأى آخرون أن الجماعة باقية وستعيد تنظيم صفوفها مثلما كانت فى السابق. وقال أحمد بان، الخبير فى شئون تيار الإسلام السياسي، إن اعتقال قيادات جماعة الإخوان المسلمين لن تؤثر بصورة كبيرة على الهيكل التنظيمى الصلب للجماعة والمكون بشكل هرمى من مكتب الإرشاد يليه المكاتب الإدارية فى المحافظات يليه مكاتب المناطق والشعب، وكلها أطر قيادية قادرة على تسيير الأمور فى حال القبض على القيادات البارزة، مشيرًا إلى أن الجماعة اكتسبت خبرات تراكمية على مدار سنوات جعلتها قادرة على التعامل مع أصعب الظروف ووضع خطط بديلة. وأضاف بان، أن أزمة الجماعة الآن تتمثل فى غياب الخطط للقبض على معظم العقول المدبرة والتى لم يتبق منهم طلقاء سوى اثنين، وفى حال القبض عليهم فستزداد حالة الارتباك داخلها، متوقعا أن تقل التحركات الاحتجاجية مع مرور الوقت. وأشار إلى أنه فى حال توجيه ضربة أمنية رأسية للجماعة والاستمرار فى القبض على القيادات فسيؤدى ذلك إلى شرذمتها إلى مجموعات صغيرة قد تنضم إلى جماعات جهادية، متوقعًا من أنه فى حال قيام الجماعة بمراجعة فكرية عن الفترة القادمة وفصل كل ما هو دعوى عن سياسي، كما فى تجربة حزب العدالة والتنمية بتركيا، فإن ذلك قد يسمح لهم بالاستمرار. وأكد هيثم أبو خليل، القيادى المنشق عن الإخوان، عدم تأثر شباب الإخوان بملاحقة قياداتهم أمنيًا والقبض على بعضهم، لأنها ستزيد من استمرار تظاهرهم، متوقعا أن تكون فعالياتهم القادمة غير سلمية، معتبرا أن تنظيم جماعة الإخوان قوى ولن يتأثر بملاحقة البعض أمنيًّا، مشيرًا إلى أن معظم قيادات الجماعة تم اعتقالها من قبل و ما زالت تصر على تحقيق أهدافها. وأشار أبو خليل إلى أن الأحداث التى عاشتها الجماعة بداية من واقعة الحرس الجمهورى أكدت لها أن ما تعيشه الآن من ملاحقات جعلها تعيد تنظيمها باستبدال أعضاء آخرين فور القبض على بعض قياداتها مثلما حدث أثناء القبض على المرشد العام محمد بديع بتنصيبهم لمحمود عزت مرشدًا للجماعة.