ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي يعبر عن شلل المجتمع الدولي الذي بات أكثر صمتا وعجزا في ظل تصاعد الاضطرابات الأخيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط . ولفتت الصحيفة - في تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم /الخميس /- إلى أن هناك الكثير من الأدلة التي تثبت استخدام الأسلحة الكيميائية في قصف منطقة الغوطة بريف دمشق، كما أن الأعراض التي ظهرت على الضحايا أيضا، تؤكد استخدام الغازات السامة بصورة كبيرة. وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض قد قال إن عدد قتلى هجوم الغوطة تجاوز 1300 قتيل ..مطالبا العالم بتحمل مسؤولياته تجاه الكارثة الإنسانية في سوريا. وصرحت ديما الشافعي، مراسلة شبكة شام، أن هناك عددا كبيرا جدا من الأطفال والنساء بين القتلى، وهناك أزمة كبيرة في الأدوية والمعدات الطبية لمعالجة أكثر من 6000 مصاب، واصفة الموقف هناك بالكارثة التي لم يشهدها العالم من قبل . ومن جهتها نفت الحكومة السورية تلك الاتهامات قائلة إنها (أي الاتهامات) " غير منطقية ومفبركة". وتساءلت الصحيفة عن السبب الكامن وراء رغبة نظام الأسد في تصعيد النزاع باستخدام السلاح الكيميائي الآن عقب أيام من وصول الفريق الدولي لمفتشي الأسلحة الكيميائية إلى سوريا. ونسبت الصحيفة إلى محللين قولهم "إنهم لاحظوا مؤخرا تراجعا في استخدام الأسلحة الكيميائية المزعومة بسوريا .. مشيرة إلى أن إحدى النظريات التي قد تفسر هذا السبب تتمثل في أن القوات النظامية كانت تحتفي بتمكنها من إحراز العديد من الانتصارات في الآونة الأخيرة في ساحة المعركة. وأشارت إلى أن عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ موقف صريح بشأن التطورات الأخيرة في مصر، والتوتر في تونس، وإزدياد حالة عدم الاستقرار بليبيا، ربما شجع قوات الأسد النظامية على استخدام الأسلحة الكيميائية . وقالت إن "الغوطة لطالما كانت مشكلة مستمرة بالنسبة للنظام السوري، حيث أن قربها من العاصمة دمشق كان دوما مصدر تهديد، وعلى ما يبدو أن مقاومتها أيضا للجيش السوري ومساندتها للمعارضة، وهو ما قد يكون شجع على اتخاذ خطوات مبالغ فيها". ورأت الصحيفة أن ما حدث في الغوطة قد يكون للتأكيد أيضا على مدى ضعف وانقسام المجتمع الدولي بشأن سوريا،والتأكيد على أن النظام لا يخشى الغرب وقد يفعل ما يريد بدون أي عقاب. وأضافت " وبغض النظر عن الأسباب التي تقف وراء استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، فإنها وبلا شك ستغذي الصراع الدائر في البلاد ليتصاعد ويمتد تأثيره شيئا فشيئا إلى الدول المجاورة، وهذا أمر مخيف بلا شك" .