شهدت محافظة السويس منذ قرار فض اعتصامي "رابعة والنهضة" اشتباكات عنيفة راح ضحيتها 55 من خيرة شباب المحافظة فقط أما الإصابات فقد تجاوزت 500 مصاب خلال الفترة الماضية. وعلى أحد بوابات التأمين كان يقف أحمد محمود السباعي الطالب بالصف الثالث الثانوي الأزهري, والده يعمل عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف حضر الفعاليات بميدان العزة "رابعة العدوية". ويؤكد والده أنه أحمد كان من ضمن الحراسة للوقوف في إحدى بوابات التأمين بل وأخطرها, حيث يمكن أن تأتيك الرصاصات من حيث لا تدري من منتصف الليل وحتى الفجر. وقال أحمد: "مش إرهابي كان حافظًا لكتاب الله وكان من المرابطين منذ 28 يونيه لم ينزل إلى السويس ولم يترك الميدان إلا وهو بإذن الله شهيد واستشهد يوم 14 أغسطس يوم فض الاعتصام ميدان رابعة العدوية، في مقدمة المرابطين والشهداء والجرحى، كانوا كذلك في ثورة يناير، وهم كذلك اليوم في دفاعهم عن حرية وكرامة". ويقول أحمد منجي، أحد أصدقاء "السباعي"، إننا كنا مكلفين بحراسة بوابة شارع الطيران، وكان صامدًا قويًا لم يرهبه الموت ولا الرصاص والقناصة وبقى طوال الساعات وهو يرفض ترك مكانه، وكانت آخر كلمة له "إن أهلي لا يتجاوزون 40 فردًا والباقي سيكون شفيعًا لكم". وأضاف منجي أن الشهيد دعا، وقال: "اللهم عليك بمن دعم الانقلاب بالمال وأعان على سفك الدماء، اللهم عليك بهم واحدًا واحدًا واجعل بلاءهم عيانًا ليعتبر الناس". وأكد المهندس محفوظ أبو بكر سليمان والد الدكتور "معتز"، والذي لقي ربه في أحداث ميدان رمسيس يوم 15 أغسطس أمام مسجد الفتح برصاص القناصة أثناء ذهابه للمستشفى الميداني لمساعدة المصابين والقتلى، أن ميدان رابعة العدوية هو الخط الأول للدفاع عن كرامة الأمة، ضد الطغاة والمستبدين، وأعوانهم من العلمانيين ومرتزقي البيادة. وقال محفوظ إنه لم يقبل واجب عزاء من أحبائه وأصدقاء معتز إلا بعد عودة الدكتور مرسي وعودة الشرعية. ويقول الشيخ طارق عيسى، أحد أقارب "محمد حمودة 35 سنة"، والذي لقي مصرعه يوم الجمعة الماضي 17 أغسطس على يد قوات الجيش الثالث الميداني بميدان الأربعين، إن الشهيد محمد كان يعمل محاسبًا في هيئة موانئ البحر الأحمر وكان على خلق عال، وكان يرفض الظلم ويرفض الاستبداد والانقلاب العسكري الدموي، وكان لا يحمل إلا المصحف أمام جبروت الجيش الذي فض المظاهرات بالرصاص، لقد اختارك الله من بيننا لأن الشهادة لها أهلها قال الله تعالى (ويتخذ منكم شهداء). ويقول أحمد عمار زميله بالعمل، كان رجلًا فاضلًا خلوقًا ومحترمًا هو فقط كان يحلم ببلد بها حرية ولكنة عاش في زمن عبيد البيادة وأنصار مبارك وفلول الوطني، وكان يصول ويجول في وجه الظلم دائمًا يشجعنا على الصمود وها هو قد نالها. ويروي محمد غريب صديق "محمد فاروق الشهيد المبتسم" أنه من القليلين الذين تقابلهم في حياتك.. "لأنك عمرك ما هتشوفه مكشر على طول بسمته على وجهه. ويقول محمد غريب: "أقساطًا للحرية الغالية لكل الشعب المصري وثمنًا لكرامته وعزته ونصرة لدين الله، عز وجل، وإعلاء لكلمته وللحق والعدل الذين ما أرسل الله الرسل وأنزل الكتب إلا من أجلهما وليقوم الناس جميعًا بهما وأنه كان في الصفوف الأولى للدفاع أن الأخوات من بطش مليشيات السيسي يوم الأربعاء 14 أغسطس أمام مبنى المحافظة يوم الغضب لمذبحة فض ميدان رابعة وميدان النهضة، وكان صامدًا مرابطًا لا يرهبه طلقات القناصة التي اعتلت المباني الإدارية للمحافظة. وكانت آخر كلماته: "مبادئكم على المحك الآن ولن ينجيكم من حكم الشعوب عليكم وعلى حكم التاريخ عليكم إلا مواقفكم، فماذا أنتم فاعلون تجاه ما تشاهدون إن حسبنا الله هو كافينا وهو نعم المولى ونعم النصير وكفى بالله وليًّا، وكفى بالله نصيرًا.. والله أكبر وتحيا مصر حرة عزيزة كريمة وكل شعبها".