علمت "المصريون" أن الولاياتالمتحدة مارست ضغوطا على مصر لانتزاع موافقتها على القيام بدور رئيس فيما يتعلق بقضية المعابر بين مصر وقطاع غزة، سواء عبر معبر رفح أو معبر العوجة التجاري مع إسرائيل، وطالبتها بعدم التعويل على احتمالية صدور قرار إسرائيلي برفع الحصار عن غزة بشكل كامل خلال المرحلة القادمة. وأبلغت مصر المبعوث الأمريكي جورج ميتشيل خلال مباحثاته مع الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط، التحفظ الكامل على سعي إسرائيل لتحميلها تبعة الأوضاع في غزة والحصار الدولي على القطاع، مشددة على ضرورة التوصل لتسوية كاملة للأمر عبر جميع المعابر سواء مع الحدود مع مصر وإسرائيل. وأكدت القاهرة للمبعوث الأمريكي سعيها لرفع الحصار عن غزة بشكل كامل خلال المرحلة القادمة، بالتواكب مع تحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي "فتح" و"حماس"، وطالبت واشنطن بلعب دور مهم لدي إسرائيل لإقناعها برفع الحصار، وعدم الاكتفاء بالإعلان فقط عن تخفيفه، باعتبار أن الإجراء الأخير هو محاولة تخفيف الحصار لكسر عزلتها الدولية بعد الاعتداءات الإسرائيلي علي أسطول الحرية. وصرح أبو الغيط أن المبعوث الأمريكي قدم إلى الرئيس مبارك تقريرا كاملا عن الجهود الأمريكية حول إحياء عملية السلام خاصة ما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ورفع الحصار عن غزة وإتاحة الفرصة للشعب الفلسطيني للحصول على احتياجاته الأساسية. وقال أبو الغيط إن الموقف المصري واضح خاصة ما يتعلق بضرورة رفع الحصار عن غزة ومطالبة إسرائيل بإتاحة الفرصة للشعب الفلسطيني للحصول على كافة احتياجاته دون آية عقبات وفتح المعابر بالكامل، مشيرا إلى أن معبر رفح مفتوح أمام حركة الفلسطينيين بشكل مستمر. من جانبه، أكد ميتشيل أن الرئيس مبارك عبر خلال استقبال له عن قلق مصر إزاء الوضع في غزة، وأشار إلى البيان الذي أصدره البيت الأبيض حول هذا الوضع والذي جاء فيه أن واشنطن تعمل بشكل عاجل مع كل من مصر والسلطة الوطنية وإسرائيل والشركاء الدوليين لوضع إجراءات جديدة لإدخال مزيد من السلع والمساعدات إلى قطاع غزة وفى نفس الوقت تحول دون دخول الأسلحة إلى هذا القطاع. ووفقا للبيان فإن الإجراءات الإسرائيلية الحالية لا يمكن أن تستمر وينبغي تغييرها وأنه تم توجيه الدعوة الآن لجميع الأطراف لتشجيع اتخاذ قرارات مسئولة للحيلولة دون حدوث مواجهات غير ضرورية وكفالة أمن الجميع. وأضاف ميتشيل أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت أنها تعتزم تخفيف القيود المفروضة على دخول السلع المدنية إلى قطاع غزة وكذلك المواد المستخدمة في البناء وإقامة المشروعات المدنية تحت الإشراف الدولي ومواصلة الإجراءات الأمنية الحالية لمنع دخول الأسلحة للقطاع. من جانبه، قال السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية السابق لشئون الأمريكتين ل "المصريون"، إن هناك تباينا في المواقف بين مصر والولاياتالمتحدة حول قضية المعابر ورفع الحصار حيث ترغب القاهرة في رفعه بشكل كامل متزامنا مع تحقيق المصالحة الفلسطينية، بخلاف وجهة النظر الأمريكية التي لا ترغب في رفع كامل للحصار. وأضاف إن مصر تصر على إيجاد تسوية دائمة تضمن فتح المعابر بين كل مصر وإسرائيل وقطاع غزة وعدم التركيز علي المعابر المصرية فقط، فضلاً عن السعي لإيجاد اتفاق جديد لمعبر رفح بديل عن اتفاق 2005 وتوسيعه ليشمل أطرافا متعددة وليس الاتحاد الأوروبي وإسرائيل والسلطة الفلسطينية فقط.