أثار الانشقاق الأخير داخل جبهة الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية، والمتمثل في انسحاب أحد أبرز أقطابها الشيخ محمد الشهاوي رئيس اللجنة الخماسية، موجة جدل واسعة وتبادلاً للاتهامات العلنية بين أركان البيت الصوفي، وتحولت معها دفة الخلاف مع الشيخ عبد الهادي القصبي رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية إلى تراشق علني بين حلفاء الأمس. ووجه محمد عبد المجيد الشرنوبي، عضو اللجنة الخماسية، اتهامات إلى الشهاوي بالسعي إلى التقرب من القصبي بهدف الحصول على شرعية للمجلس الصوفي العالمي الذي أنشأه في لندن ويسعى لإنشاء فرع له بالقاهرة، وذلك في أعقاب انسحابه المفاجئ من الجبهة المعارضة في الأسبوع الماضي ومطالبته لرفاقه الاعتراف بالرئيس الذي جرى تنصيبه بقرار جمهوري كأمر واقع. واحتدم الخلاف بين الشيخين اللذين يرأسان طريقتين صوفيتين تنتسب إلى القطب الصوفي إبراهيم الدسوقي، خاصة مع دعوة الشهاوي الذي كان يرأس اللجنة المكلفة إدارة مشيخة الطرق الصوفية المجلس الصوفي الأعلى إلى فصل الشرنوبي، بحجة أنه يثير الفتن داخل البيت الصوفي، بعد تصريحاته التي أطلقها ضد بعض مشايخ الطرق الصوفية وتطعن في شرعيتهم. وقابل شيخ الطريقة الشرنوبية الدعوة بعبارات الاستنكار وإطلاق الاتهامات ضد الشهاوي، وقال: "إذا كان الشهاوي يريد التقرب من القصبى والتراجع عن مواقفه فإن ذلك يجب أن لا يكون على حسابي.. كما أنني لست المطية التي يمكنه استخدامها للتقرب من القصبي"، واصفًا إياه بأنه "عمل زى الدبة اللي قتلت صاحبها"، على حد تعبيره. واستبعد الشرنوبي إمكانية صدور قرار بفصله، وقال إن "فصلي من المشيخة الصوفية لا يمكن أن يحدث لأني لم أرتكب أية جريمة مخلة بالشرف"، معتبرًا أن التورط في هذه النوعية من الجرائم، وأن يصدر بذلك حكم قضائي نهائي هو الشرط الذي يجب توافره لفصل أي شيخ. وكان المجلس الأعلى للطرق الصوفية قرر في اجتماعه مساء أمس برئاسة عبد الهادي القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية، إحالة الشرنوبي إلى التحقيق فيما هو منسوب إليه من تصريحات تطعن في شرعية 49 طريقة صوفية. مع ذلك، أكد الشرنوبي أنه متمسك بمطلبه بضرورة توفيق أوضاع 49 شيخا بما يتوافق مع القانون 118 الخاص بالطرق الصوفية. وأضاف: "أطالب بتصحيح أوضاع جميع المشايخ قبل حلول موعد الانتخابات الموسعة للمجلس الصوفي الأعلى في شهر يناير القادم وفقا للقانون بمن فيهم أبو العزائم والشهاوي والشبراوي الذين يجب عليهم توفيق أوضاعهم". وختم قائلاً: "هذه المطالب تحظى بتأييد الجميع بمن فيهم الشيخ القصبى وأعضاء مجلسه حيث سبق له أن أقر بصحة موقفي وأكد ضرورة توفيق أوضاع جميع المشايخ قبل الانتخابات المقررة في يناير القادم".