شن الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم هجوما عنيفا على الصحف القومية والحزبية والمستقلة، واتهمها بعدم الدقة في تغطية امتحانات الثانوية العامة وتركيزها على نشر الآراء السلبية للطلاب وأولياء الأمور وشكاواهم من صعوبة الامتحانات ونشر صور لطلاب يبكون وأخبار عن حالات انتحار بين الطلاب. واتهم بدر الصحف وسائل الإعلام بعدم مراعاة الدقة ونشر الأخبار بطريقة مستنسخة من الأعوام السابقة، وقال إنها لم تستجب لدعوته لها قبل الامتحانات بعدم نشر الأخبار بذات طريقة الأعوام السابقة، وهو ما اعتبره تأثيرا سلبيا على الطلاب وترويعهم قبل دخول الامتحانات. واستشهد بعناوين ومانشتات صحف في العام الماضي، ليدلل على أن ينشر هذا العام حول صعوبة الامتحانات وصدمة الطلاب هو أمر متكرر، ومنها: "مذبحة في التفاضل"، و"صدمة ل65 ألف أسرة في التفاضل"، و"قطار الإنجليزي يصدم الطلاب"، و"ابكي مش حرحم عينيك في الإنجليزي". وقال إن الصور التي تنشرها الصحف ووسائل الإعلام لطلاب الثانوية العامة وهم يبكون صور متكررة ولا تعبر عن كافة اللجان التي كانت تعج بها زغاريد في بعضها، وهو ما استوقف النائب الرفاعي حمادة، ليتساءل: أين تلك الزغاريد ومصر كلها كانت تبكي وتصرخ من صعوبة الامتحانات؟. وعاد بدر ليهاجم الصحف قائلا إن هناك تناقضا واضحا فيما تنشره عن الامتحانات، حيث جاء في إحداها أن هناك شكاوى عديدة من صعوبة امتحان الأحياء، بينما قالت أخرى إن الامتحان كان سهلا. وقال: علشان أقول الامتحان صعب، لابد أن أنشر صورة أكثر من 200 ألف طالب، أما أن تظهر صورة لطالب واحد أو مائة طالب أو ألف أو عشرة آلاف طالب فليس هذا دليلاً، مشيرا إلى أن عدد الطلاب الذين أدوا الامتحانات 470 ألفًا، وقال إن الامتحانات جاءت من كتاب المدرسة وكتاب الأنشطة. وأكد الوزير أنه لن يغير نتيجة امتحان الثانوية العامة إلا بقرار من مجلس الشعب وأنه يريد أن يرضى الله ورعاية ما أقسم عليه نحو أبناء مصر، ونفى تدخله في وضع الامتحانات والتي قام بوضعها لجان تضم أساتذة من الجامعات وغيرهم استنادا إلى معايير موضوعة والكتاب المدرسي. وأكد وقام بدر أمام أعضاء لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشعب باستعراض بنود أسئلة اللغة الإنجليزية وأرقام الصفحات الخاصة بها في كتابي الطالب والأنشطة، وقدم تقريرا مفصلا يتناول أسئلة الامتحان بجميع جزئياته والصفحات الموجودة بها إجابات كل سؤال حيث شرح المعايير الموضوعية التي تقوم عليها امتحانات الثانوية العامة. وكشف أن نسبة النجاح في العينة العشوائية بلغت 1ر85% من واقع تصحيح 19 ألفا و500 ورقة، موضحًا أن نسبة النجاح في المدارس الخاصة بلغت 9ر69 % مقارنة ب 1ر69 % العام الماضي و4ر75 % في العام السابق له. وبلغت نسبة النجاح لطلبة المنازل 68 % بزيادة عن العام الماضي، حيث كانت النسبة 52 % و4ر67 % في العام قبل الماضي. وأكد أن نسبة النجاح بالمدارس الحكومية تفوق نتائج العاميين الماضيين، وحصل 15 طالبا على الدرجات النهائية في اللغة الإنجليزية و1921 طالبا مابين من 90 إلى أقل من 100 %، و2799 طالبا مابين 70 إلى 80%. وقال وزير التربية والتعليم إن الثانوية العامة تمر بشكاوى منذ سنوات وإن جميع طلاب الثانوية العامة الذين يربون عن 400 ألف طالب "عاوزين يدخلوا كليات القمة وكمان جنب بيوتهم"، وتوجه إلى النواب، متسائلاً: من قال إن الامتحان صعب وما ومعنى أنه صعب وما الدليل على صعوبته وأجاب الوزير: "هل الطالب الذي أخفق في تقفيل الامتحان وراء الجزم بصعوبة الامتحانات". وسأل الوزير: من المسئول عن المنتحر فوق كوبري قصر النيل، ورد عليه النائب مصطفى الجندي قائلا: المسئول عن ذلك هو رئيس الوزراء لأنه لا يوجد شغل، وقال إن الهرم يبنى من القاعدة حتى تصل إلى القمة، وعندا علا صوته طالبه الوزير بخفض صوته، ورد الجندي عليه: وأنت لا تستخف بنا وتقول إن الهرم يبنى من المنتصف، وأضاف: أنت تقول إن الهرم يبنى من المنتصف لأنه لا يوجد هرم من أصله. واستدرك الجندي: تفاءلنا بالوزير عندما بدأ تحركاته القوية لإصلاح أوضاع التعليم ومن حقنا محاسبة سياسيا، وسمعنا أنه قال سيحيي الطالب الذي سيحصل على 85% في الثانوية العامة، وإذا كان الوزير يريد إرساء مبدأ التفكير بدلا من الحفظ والتلقين والعودة إلى مجاميع الفترات السابقة فإن ذلك لا يطبق في يوم وليلة. وأشار إلى أن الوزير عندما تحدى أي طالب يحصل على 85% فإنه ربما كان ينوي ضبط العملية أثناء التصحيح، غير أن بدر قال إن مسألة تحديه لأي طالب يحصل على 85% نزع من سياق تصريحات لإحدى القنوات الفضائية، وأضاف أنه مستعد للسلام على 470 ألف طالب وأن يوجه لهم التحية، وقال إن طلاب سنة الفراغ وعددهم 70 ألف طالب سوف يلتحقون بالجامعات بأقل مجموع تم القبول به في السنوات الخمس السابقة. وأوضح أن العام القادم سيتم تعديل نظام عدم دخول الامتحانات في بعض المواد للاستفادة من الدرجة بالكامل لتحقيق المساواة بين الطلاب الذين يؤدون الامتحانات علي مرحلة واحدة وبين الذين يؤدونه علي مرحلتين، كما سيتم تعديل نظام تقدم بعض الطلاب للامتحان في مادة في نفس اليوم بعد سداد الرسوم.