استنكرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين قيام حركة حماس في قطاع غزة بتجنيد العشرات من أفرادها بغرض التظاهر ضد وكالة أنباء 'معا' الفلسطينية المستقلة، بحجة أنها مناصرة للجيش المصري ضد حركة الإخوان المسلمين. ووصفت النقابة، في بيان صحفي نشرته مساء اليوم السبت، هذا التحرك والتجنيد المشبوه، موضحة أن هذه المجموعة التي دعت للتظاهر ضد وسيلة إعلامية فلسطينية ما هي إلا أداة مأجورة للتعدي على وسائل الإعلام المستقلة التي لا تقوم سوى بنقل الحقائق، مؤكدة أن حرية الإعلام هي معيار للشعوب المتحضرة التي تعتبر أن لا حرية مجتمعية دون حرية إعلامية. وأكد نقيب الصحفيين عبد الناصر النجار أن إجراءات حماس بغزة ما هي إلا سلسلة أخطاء جسيمة تتمثل بملاحقة الصحفيين ومنعهم من أداء عملهم وتجنيد عناصرها للتظاهر وإيقاع الأذى بوسائل الإعلام في نهج بعيد كل البعد عن أخلاقيات العمل الصحفي المهني. وأضاف النجار أن مثل هذا السلوك يعرض حياة الإعلاميين العاملين في قطاع غزة للخطر الشديد ويمهد لأرضية خصبة للإرهاب والترهيب والدموية والكراهية ضد الصحفيين ووسائل الإعلام المختلفة العاملة في القطاع. وهدد النجار بفضح هذه التصرفات أمام الاتحادات العربية والإسلامية والدولية حتى تتاح الفرصة للعالم أجمع للاطلاع على هذه الممارسات الشيطانية الخطيرة التى يكمن ورائها أغراض حزبية سياسية تتدخل بالشؤون العربية والدولية دون أي مبرر. ومن جانبه، قال رئيس لجنة الحريات في النقابة محمد عبد النبي اللحام، إن ما تقوم به حركة حماس ما هو إلا جزء بسيط من ممارساتها القمعية لكبت الحريات الصحفية والإعلامية، ورفض الرأي الأخر بل وإعدامه بشتى الوسائل، موضحا أنها تنفذ سياساتها من خلال إغلاق المكاتب الصحفية وتهديد وترويع الصحفيين واعتقالهم وتعذيبهم دون محاكم أو مراعاة لأبسط الحقوق المدنية والإنسانية والأخلاقية والمهنية. وأكد اللحام أن النقابة ستعمل على رصد ومتابعة من يقفون وراء هذه الممارسات الهزلية ضد الصحفيين ووسائل الإعلام، وكشفهم ومن يتعاونون معهم. وكانت حركة حماس قد أغلقت فى أواخر شهر يوليو الماضى المكاتب الصحفية لكل من وكالة أنباء معا الفلسطينية المستقلة ومكتب قناة العربية على خلفية نشرهما – بحسب زعم حماس – لتقارير غير صحيحة عن علاقة حماس بتطورات الاوضاع فى مصر.