واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس، سوق المبررات للهجوم الدامي الذي شنته إسرائيل على أسطول "الحرية" فجر الاثنين الماضي، وأسفر عن سقوط تسعة قتلى من المتضامنين جميعهم من الأتراك، ومحاولة "التحرش" بمصر وتحريض تركيا عليها بهدف تحويل دفة الهجوم على القاهرة بدلاً من تل أبيب. ففي تقرير له، قارن التليفزيون الإسرائيلي بين الهجوم على سفينة "مرمرة" التركية، وبين ما أسمته "أحداث العنف" التي قامت بها مصر ضد سفينة لكسر الحصار منذ ستة أشهر وتسببت في إصابة 55 شخصا ومقتل شرطي مصري، بعد اشتباكات بين قافلة "شريان الحياة 3" والأمن المصري. وقالت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي، إن السفينة التركية كان تحمل على متنها نشطاء أتراكا وكانت في طريقها إلى ميناء العريش منذ نصف عام، موضحة أن سقوط الضحايا شكل مؤشرا على ما سيحدث في المستقبل، في إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي الأخير على أسطول "الحرية". وأضافت، إن ما فعلته مصر منذ ستة أشهر يشبه ما فعلته إسرائيل الأسبوع الماضي حين هاجمت السفينة التركية التي كانت تحمل متضامنين دوليين كانوا في طريقهم لكسر الحصار عن قطاع غزة وذلك عندما قام المصريون بالسيطرة على السفينة واعتقال من كانوا عليها بالقوة من ناشطين أتراك، وأشارت إلى أنه بالرغم من هذا فقد نسي العالم ما فعلته القاهرة كما نسيته المخابرات والجيش والمنظومة الأمنية بإسرائيل رغم علاقته المباشرة بحادث الهجوم على سفينة "مرمرة". من جانبه، شن موقع "نيوز وان" الإخباري الإسرائيلي المتشدد هجوما على تركيا ومساندتها "أسطول الحرية"، مؤكدا في تقرير أن الهجوم أفقد أنقرة خاصية التأثير على تل أبيب حينما كانت صديقة لها في الماضي، وقال إنه منذ الآن فصاعدا سيكون من الصعب على تركيا منافسة مصر في علاقاتها بالدول الغربية، في الوقت الذي يملك فيه الرئيس حسني مبارك قدرة التأثير على إسرائيل. وقال التقرير، إن تركيا فقدت أيضا تبريراتها للتقارب الشديد مع إيران، وإن رجب رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان وضع نفسه في وضع مليء بالإشكاليات على المدى البعيد، وإن الغرب سينظر إليه بعد مساعدته "أسطول الحرية" بارتياب شديد، وفقا لما أورده الموقع الإسرائيلي.
