قال مصدر سياسي إسرائيلي: "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرس خطة لإشراك الأممالمتحدة في الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، وذلك من أجل تخفيف الانتقادات الدولية التي يثيرها هذا الحصار". وأضاف المصدر ,المقرب من نتنياهو, أمس الخميس "أن نتنياهو سيبحث مع مجلس وزرائه المصغر خطة تسمح للأمم المتحدة بأن تفتش في ميناء أسدود البضائع المتجهة إلى قطاع غزة". وأكد المصدر نفسه –حسب ما أوردته وكالة رويترز- أن إسرائيل ستصر على حظر وصول الأسلحة وبعض البضائع مثل الحديد ومواد البناء إلى القطاع، وهي المواد التي تقول إسرائيل: إن فصائل المقاومة قد تستخدمها لصناعة أسلحة. وبدورها أفادت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي بأن نتنياهو اقترح الخطة المذكورة على مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير. وتأتي هذه الخطة بعد تصاعد الانتقادات ضد إسرائيل في الأيام الأخيرة بسبب هجوم وحدة من قواتها البحرية فجر الاثنين الماضي على سفن أسطول الحرية الذي كان متجها إلى قطاع غزة المحاصر, منذ أكثر ما يقرب من أربع سنوات, حاملا مساعدات إنسانية. وقد استشهد في الهجوم تسعة أشخاص على الأقل وجرح عشرات آخرون، مما فجر غضبا رسميا وشعبيا في عدة دول عبر العالم، وتعالت معه أصوات تنادي بتحقيق دولي في الحادث وبرفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ نحو ثلاث سنوات. وفي السياق, اقترح نتنياهو تخفيف الحصار عن غزة مقابل السماح للصليب الأحمر بزيارة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الأسير لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ منتصف يونيو 2006. ومن جهة أخرى, طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بإجراء تحقيق شامل وشفاف بشأن الهجوم الإسرائيلي، وقالت في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس الخميس: إنه من الضروري أن يشارك ممثلون عن الرباعية الدولية في هذا التحقيق. وحسب المتحدث باسم الحكومة الألمانية أولريش فيلهلم، فإن ميركل وعباس اتفقا على ضرورة أن ترفع إسرائيل الحصار عن قطاع غزة، وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية والمواد اللازمة لإعادة إعمار القطاع. وانضمت إيطاليا إلى المطالبين بمشاركة الرباعية الدولية في التحقيق في الهجوم الإسرائيلي، وقال وزير خارجيتها فرانكو فراتيني: "إن السماح بمشاركة مراقبين دوليين تعينهم الرباعية سيكون التفاتة مهمة من إسرائيل", حسب قوله. وأكد فراتيني أن بلاده ستطلب من إسرائيل "توضيحات بشأن أعمال العنف" التي ارتكبها الجنود الإسرائيليون في حق إيطاليين كانوا ضمن المتضامنين الذين ضمهم أسطول الحرية. من جانبها, أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن أمريكيا من أصل تركي كان بين من استشهدوا في الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي: "إن المعني يدعى فرقان دوغان (19 عاما)، ويحمل الجنسيتين الأمريكية والتركية"، مضيفا أنه قتل رميا بالرصاص، دون أن يضيف أي معلومات أخرى. وأضاف كراولي أن الولاياتالمتحدة ستحقق في ظروف مقتل المتضامن الأمريكي الشاب، وأن الاتصالات بهذا الشأن تجري مع المسئولين الإسرائيليين. وقال كراولي "في كل الأحوال قتل أميركي في البحار، ونحن ندرس الظروف التي تم فيها ذلك، وإذا اعتقدنا أن جريمة قد ارتٌكبت، فإننا آنذاك سيكون لنا تحقيقنا الخاص".