قال عمرو موسى إن قرار التخلي عن رئاسةالحزب السياسى الذى أسسه بعنى تخليه عن العمل الحزبي، وليس العمل السياسي الذي لا يزال يقوم به بنشاط لخدمة مصالح بلاده، مؤكدا بذلك بزيارته الأخيرة إلى تركيا ضمن وفد عربي من رؤساء حكومات سابقين أو استقباله لوفود أجنبية، مثل لجنة الحكماء الأفريقية. ووصف عمرو موسى نفسه بأنه وفدي الهوى، في إشارة إلى حزب الوفد، لكن ربعه ناصري الهوى. ولم يقدم موسى إجابة قاطعة فى حوار أجرته معه جريدة الشرق الأوسط عما إذا كان لا يزال يطمح في خوض انتخابات الرئاسة مجدداو لكنه أشار إلى أنه يفضل أن تكون الفرصة لجيل جديد شاب, ويفسر ما حدث في 30 يونيو بأن غالبية المصريين لم تكن لتتحمل عاما آخر من حكم الإخوان المسلمين: - وعن رد فعل الوفد الافريقى عند لقائه مع الرئيس السابق محمد مرسي، قال موسى " وصفوه بأنه غير مرتاح للوضع، وفي حالة تأمل، ومتمسك بأنه الرئيس الشرعي".مضيفا بأن زيارات هذه الوفود تلقى عدم ارتياح بين قطاعات المجتمع المعارضة لحكم «الإخوان» وترى فيها تدخلا أجنبيا في شؤون داخلية. - وأعرب موسى أيضا عن شعوره بنفس الاحساس أزاء زيارات الوفود فى مصر قائلا "في الحقيقة أنا شعرت أيضا بهذا، إنما أضع في اعتباري رد فعل الطرف الغربي والأجنبي بصفة خاصة على ما حدث في مصر. وبعض الإجراءات التي لا ترضي تخدم في نواحٍ معينة قد لا تكون واضحة بالنسبة للرأي العام". وأضاف بان "المطالبات الغربية لمصر هي بأن تعالج القضايا «وتلم الدور»، وهذا من مصلحتنا كذلك، ولكن على أساس قاعدة، وهي أن الحكم السابق انتهى، وأن الشرعية الانتخابية (شرعية الصندوق) لم ترتفع إلى مستوى شرعية الإنجاز، وأدى الأمر إلى غضب كبير في الشارع المصري". وأضاف موسى "فالحكم السابق لم يرتفع إلى مستوى المسؤولية، لأن المسؤولية تعني أن تشعر برد فعل المواطنين, وأن تجري التقييم السليم حول مدى إيمان الناس بك، أو انفضاضهم عنك" معلقابأن "الجماعة تمسكت بالشرعية الجامدة، وليس الشرعية النشطة، التي تتحرك مع الشعب، فالشرعية الجامدة بمعنى أني حصلت على الشرعية وجلست دون إنجاز أو إحراز أي تقدم في القضايا العاجلة التي تهم المواطنين، خصوصا أن مصر تمر بمرحلة استثنائية وغير مسبوقة في ثوريتها، وفي تهديدها للكيان المصري وللحاضر والمستقبل". وأضاف موسى "نحن نحتاج إلى حكم يرتفع إلى مستوى المسؤولية وهم (الإخوان) لم يكونوا كذلك، هذا جانب. أما إذا تحدثنا عن الجانب المستقبلي فأنا أفضل أن يكون العمل السياسي شاملا، بمعنى أن لا يُستبعد أحد حتى نبني مصر على أساس توافق أو تفاهم بين الجميع, ولذلك أرى أن الإقصاء سيكون فيه خطأ كبير، لأن جزءا من أخطاء «الإخوان» هو الإقصاء, ولا نريد أن نقع في ذلك مجددا, وجزء من أخطاء النظم العربية بشكل عام هو الإقصاء أيضا". وعن إمكانية وجود أرضية مشتركة ليعمل الجميع دون إقصاء تيار بعينه فى الحياة السياسية أكد موسى قائلا بأن" الإخوان" ما زالوا جزءا من المجتمع السياسي المصري، وهو ما يقتضى بأن يكونوا موجودين على مائدة الحوار، وهذا يتطلب إيجابا وقبولا. ولا بد أن تكون مشاركتهم على أساس أنهم جزء من الساحة على الرغم من وجود آراء بعدم مشاركتهم، لأنهم جماعة أثبتوا فشلهم. ونقر بذلك، إنما يجب أن نسمع منهم إذا كانوا يرغبون في أن يكونوا جزءا من الساحة السياسية المصرية. والصعوبة في العملية هي أن هذه الجماعة لديها أولوية أن مصلحتها فوق مصلحة مصر، والمطلوب في الحوار والتفاهم هو إزالة الالتباس السابق، وأن تكون مصلحة مصر فوق مصلحة الجماعة. - وبأستجوابه عما وصلت اليه البلاد الى الوضع الراهن أجاب موسى "بأن (الإخوان) يقولون نحن الثورة، ثم أرادوا أن يختطفوا الحكم، على الرغم من اعترافنا بأن الرئيس مرسي منتخب, ونحن قبلنا بالنتائج. ولما أردنا استبدالهم وإسقاطهم لم يكن هذا بسبب أنهم جماعة الإخوان المسلمين معللا بقوله" لو الرئيس السابق محمد مرسي قد عمل وأنجز في الملفات العاجلة، واعتمد على كل الشعب وليس على «أهل الثقة»، لكانت الصورة تغيرت، وبالتالي يمكن القول إن الذي أسقط «الإخوان» هم «الإخوان» أنفسهم، لأنهم لم ينجحوا في عمل شيء. وعلق موسى عن ما كان هناك يثار بأن «الإخوان» إذا تمكنوا من حكم مصر، فلن يتركوها إلا بعد 50 سنة وعلم الرغم من ذلك سقطوا بعد عام واحد قائلا" بان الخمس سنوات الأخيرة من حكم الرئيس حسنى مبارك لم تكن مصر فيها على ما يرام، وكان من المفروض أن يعالج حكم «الإخوان» هذا الوضع، ثم يبدأ الرئيس في الإصلاح ويقدم على إعادة بناء مصر. وعلل موسى مقدما أربعةأسباب لفشل الاخوان بالحكم على النحو التالى 1 - إن ما حدث كان ثورة لكل الشعب المصري والثورة تعني ضرورة الإنجاز. 2 - لم يأخذوا في اعتبارهم النقلة الجيلية التي تحدث، والشباب له تأثير ويعلن: «نحن هنا». والأجيال التي سبقت تعطي المشورة والحكمة. 3 - أرادوا لمصر أن تعيش في أوضاع قرون سابقة، وهذا يتعارض مع طبائع الأمور، ولم يأخذوا في الاعتبار عنصر الزمن وقوة تأثيره، وما تحتاجه مصر من حكم وإصلاح وإعادة بناء، ولم يهتموا بالنقلة الجيلية ومطالب الشباب ودمجهم في العملية السياسية، إضافة إلى أن الشباب يريد أن يحدث في مصر كل يوم إنجاز. ولذلك لا أفهم الاستغراب والتساؤلات حول لماذا اللقاء مع خيرت الشاطر، وأقول: ولماذا لا؟ والرد هو: لحقن الدماء. وإذا كنا نلتقي مع شخصيات إخوانية ثم أرفض اللقاء مع أقوى شخصية إخوانية، يكون هناك تناقض غير سليم، وقد ذهبت إلى ميدان التحرير في 30 يونيو, وكان الترحيب بي كبيرا جدا جدا من جانب الشباب. - وأسرد موسى عن تفاصيل اللقاء الذى جمع بينه وبين الشاطر قائلا "تحدثنا عن سوء إدارة الحكم، وهو وافق على هذا، وذكرت له أن الإخوان خسروا وسوف يخسرون, ويوم 30 يونيو سوف يشهد احتجاجا كبيرا من قبل الشعب «لأنكم أسأتم في الحكم وإدارة الأمور»، وأكد موسى على اتفاق الشاطر معه بقوله: «أنا معك، لقد أخطأنا بالفعل أخطاء كبيرة» وقال أنه تحدث عن إحتجاجات 30 يونيومع الشاطرعلى اساس أن حركة تمرد طالبت بانتخابات رئاسية مبكرةلا باسقاط الاخوان، ولكن تم رفضه منقبل الاخوان ». - وعن موقف أردوغان ازاء الوضع الراهن علق موسى" هناك ألوان في المواقف التركية، وهناك نوع من التعاطف مع مرسي و«الإخوان»، إنما الرسالة كانت قوية من خلال هذه الزيارة التي قام بها وفد عربي شاركت فيه، وتحدث الوفد العربي رفيع المستوى مع أردوغان بمنتهى الصراحة، مذكرا إياه بأن مصر هي قلب العرب, وأن العلاقات والمصالح بين الدول لا يمكن أن تطغى فيها العلاقات الحزبية بين حزب العدالة التركي و«الإخوان» في مصر، فالعلاقة يجب أن تكون بين تركيا ومصر كدولتين والشعب التركي والشعب المصري".. وعن بعض التحليلات التى تفسر الموقف التركي بقلق أردوغان على وضعه بالاحتجاجات التركيةعلق موسى "لا، ليس الموقف الداخلي، وإنما الدور التركي قائم على تقديم المثال الناجح للحكم الإسلامي, وما حدث هو أن مصر قدمت المثال الفاشل للحكم الإسلامي، وهذا ما يأسف عليه، وهو نفسه يميل إلى فلسفة «الإخوان»،. وقدم موسى ست نقاط لاهمية تحقيق الاستقرار ودعم خريطة الطريق وهي الرئاسة،و يتولى أمرها رئيس المحكمة الدستورية العليا، والمصالحة الوطنية، ووضع الدستور أو تعديله، والانتخابات البرلمانية والرئاسية، وهذه كلها عناوين للمرحلة الانتقالية، وهي سليمة تماما. - واكد موسى على اهمية أجراء الانتخابات فى ظل تحقيق الوفاق الوطني، ووضع دستور يوافق عليه الجميع، وإنجاز ملحوظ للحكومة، ثم إعداد مصر للجمهورية الثانية الحقيقية. - وأكد موسى أيضا على موقفه بخوضه الانتخابات بأنه قد أعلن ؛ بعدم رغبته في ذلك على الرغم من ضغوط كثيرين للمطالبة بالترشح في انتخابات الرئاسة، ومطالبة البعض له بالا يستبعد نفسه بالانتخابات مضيفا ،" بإن الوقت مبكر للحديث عن انتخابات الرئاسة, ولكن موقفي ينطلق من إعطاء الفرصة للشباب، والشباب يعني 50 أو 60 سنة لأن يتقدموا الصفوف"مؤكدا تأييده كل المرشحين الوطنيين الديمقراطيين والليبراليين. وعن مقؤلة أنصار الحكم السابق بإن الوضع والظروف لم تسمح بعملية الإصلاح.قال موسى "الإخوان" طمعوا في كل شيء، دون إعطاء أي شيء لمصر ولشعبها وبالتالي فالنظام فشل في كل شيء، وكان مستحيلا استمرارهم مضيفا .بأن التيار الإسلامي في العالم العربي- سوف يتأثر كثيرا ، لفشله في مصر وعلى صعيد أخر علق موسى -عن المواقف الخارجية ازاءثورة 30 يونيو بوصفها اياها بانها انقلاب عسكرى - - قائلا بأن "ما حدث كان ثورة غضب عارم بعيدا عن الجدل, الذي حدث أن مصريا؛ سواء كان ضابطا في الجيش أو الشرطة أو محاميا وطبيبا وفلاحا كان غاضبا، ولذلك فإن ما حدث لا يعد انقلابا". واضاف موسى "قلت للرئيس كوناري رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي إن المفهوم الذي استند عليه قرار تعليق عضوية الدول التي يحدث بها انقلاب في أفريقيا في حقبة التسعينات كان معرفا بأنه عندما يقوم كولونيل بعمل انقلاب عسكري، ويتولى بنفسه مقاليد الحكم، ويحل محل الحاكم. أما ما حدث في مصر فهو مختلف، لأن هناك حكومة مدنية ورئيسا مدنيا مؤقتا، مع وضع خريطة طريق للمرحلة الانتقالية وبفترة زمنية محددة، وكان لا بد أن يحدث هذا، لأننا كشعب لا نستطيع أن نتحمل عاما آخر من الحكم الذي ساد على مدار عام". - وختاما قدم موسى توقعه عن أسوا السيناريوهات التى يمكن حدوثها بانه ، مع الأسف الشديد، قد يسود العنف، وعلى الدولة أن تكون مستعدة لذلك، بمعنى أن لا تسمح به