انضمت "الجماعة الإسلامية" إلى مهاجمي الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يطرح نفسه كمرشح محتمل لانتخابات الرئاسة في مصر العام القادم، ملمحة إلى وقوف مؤسسات غربية تدعم اختياره في حال حدوث فراغ بالسلطة، تفاديًا لوصول آخرين إلى السلطة لا يحظون برضا الغرب. فعلى الرغم من اعترافه بأنه ليس في سجله ما يشينه إلا أن القيادي البارز بالجماعة الشيخ أسامة حافظ يرى أن الأجندة التي يحملها البرادعي لا تعبر عن تطلعات وهموم المصريين، ورغبتهم في أن ينعموا في بلدهم بما يرضون به ربهم، وأنها تمثل "أولئك الذين التفوا من حوله والتفوا من قبل حول كل ناعق يجذبهم بعيدًا عن دينهم وآمال أمتهم من أصحاب المجتمع الذي يسمونه المخملي". وانتقد مواقف هؤلاء خصوصًا من المادة الثانية من الدستور (التي تنص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدول والمصدر الرئيس للتشريع في مصر)، واتهمهم بالدعوة لتأسيس دولة علمانية تفصل الدين عن الدولة، وتجاهل الإسلاميين الذين يصفهم بأكبر قوة شعبية في البلاد، و"نفاقهم للأقلية القبطية وتبنيهم لمطالبهم الجائرة وسعيهم لاجتذاب تأييدهم، وتلك الزيارة الفاشلة للتهنئة بالعيد والاستقبال البارد الذي قوبل به"، في إشارة إلى حضور البرادعي احتفالية الكنيسة بعيد القيامة في أبريل. وأشار حافظ في حيثيات اعتراضه على اختيار البرادعي رئيسًا لمصر إلى علاقته بالولايات المتحدة التي يرى أنها كانت السبب في صعوده لرئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1997 بغالبية ساحق بحصوله على 33 صوتًا من إجمالي 34، مشيرًا إلى أنه حينما اعترضت واشنطن على بقائه لولاية ثالثة اجتمع بكونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة لمدة ثلاث ساعات في اجتماع لم تنشر وسائل الإعلام ما دار فيه إلا أنه انتهي بأن سحبت أمريكا اعتراضها. وكان أكثر ما استرعى انتباهه، أن البرادعي وخلال السنين الطوال التي قضاها في العمل بالمحافل الدولية، لم يدل بتصريح واحد يبدي فيه رأيه في سياسة بلاده، أو يتخذ موقفًا تجاه حدث شهدته رغم ما كانت البلاد تموج به من أحداث غاص في أمواجها أبناء الشعب وقياداته ومفكريه وعانوا وضحوا وحزنوا وفرحوا وذاقوا من مرها وشهدها، بل ولم نشعر في أي وقت باهتمام منه بأي أمر حدث في بلده أو تفاعل معها فيه". وقال إنه وبعد انتهاء فترته الثالثة في رئاسة الوكالة الدولية قرر أن يتقاعد على أكتاف السياسة المصرية رغم الانقطاع الطويل. ففي فبراير الماضي عاد البرادعي إلى مصر بعد غياب استمر لسنوات طويلة عمل خلالها في أورقة المنظمات الدولية، ليدشن "الجمعية الوطني للتغيير" التي يتبنى من خلالها إقرار حزمة إصلاحات سياسية، ويطالب بإجراء تعديلات دستورية تتضمن تعديل المادة 76 من الدستور للتخفيف من قيود الترشح للرئاسة. ويقول حافظ إن البرادعي لم يتعرف عن قرب على مشاكل المصريين، ولم يقترب بشكل كبير على هموم المصريين البسطاء، مؤكدًا أن "شعبنا من عمال المصانع وفلاحي الغيطان والموظفين والتجار لا يعرفونه ولم يحاول هو أن ينزل إليهم من برجه العالي ليعرفوه ويعبروا عنه". وغمز من البرادعي الذي يتمتع بعلاقات وثيقة بالمؤسسات الدولية، بحكم عمله على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عام 1997 وحتى تقاعده في مطلع الجاري، ملمحًا إلى أنه يحظى بدعم قوى خارجية تدفع باختياره رئيسًا لمصر، حماية المصالح الغربية، في حال اندلاع اضطرابات على السلطة. وتابع: "أظن – وبعض الظن إثم – أن هناك مؤسسات خارجية تشعر أن بلادنا تموج بالاضطرابات وإن هذه المؤسسات تعتقد أن تغييرًا غير منضبط قد يحدث في البلاد علي غير ميعاد وترتيب وعلى غير ما يتوقعون، وأنه قد يجئ بمن لا يريدون ومن يصطدم بمصالحهم، وأتصور أنه يراد أن يوضع أمام الناس البديل الذي يلجأون إليه (البرادعي) إذا حدث ما يتوهمونه.. حتى يجئ من ينفذ أجندتهم ويحمي مصالحهم من الخطر إذا ما حدث ذلك"، بحسب تكهناته.