تواري الورثة عن الضوء الإعلامي الرسمي وحتى المستقل في الفترة الأخيرة وبرزت قضايا أخرى تبدو بعيدة عن مخطط التوريث. فهل يا ترى المانع شرا حدث للورثة؟. الواقع أننا أمام العملية العسكرية الطابع التي ألح عليها كثيرا هنا وهي عملية الخداع التكتيكي وحتى الاستراتيجي والتي تقضي بإخفات الضوء الإعلامي المباشر على تحركات مجموعة الورثة وتسليطه على قضايا أخرى لتحقيق أهداف عديدة أولها إتاحة الفرصة لاتضاح وتنفيذ مخطط التوريث بهدوء وبعيدا عن المتابعة الإعلامية الدقيقة من الإعلام المستقل وهي المتابعة التي أزعجت وأربكت الكثير من الخطوات والسيناريوهات السابقة لاسيما وقد اقترن بالنقد والتمحيص. لذا كانت الخطة الاستراتيجية الجديدة هي خطة العمل في هدوء ليس فقط لكي تهدأ وتسكن أصوات التحذير والنقد اليقظة لهذا المخطط بل كذلك لإتاحة الفرصة لواضعيه ومخططيه كي يعملوا بتفرد ودأب ويراجعوا ويعدلوا أيا من خطواتهم التي قد يتضح أنها خاطئة أو مجدية أو ذات أثر عكسي. ومن الأهداف الأخرى لإخفاء الضوء الإعلامي عن سيناريوهات الوراثة فرض التهدئة والهاء المتابعين والنقاد الذين وجدوا أنفسهم يواجهون معارك جديدة وعلى جهات متعددة تبدو بعيدة عن موضوع التوريث رغم أنها ذات علاقة مباشرة مثل الهجمة على القضاة (لإخلاء الساحة أمام الورثة لكي يتصرفوا بمعزل عن القانون وفوقه وبدون خشية وجود القضاء العادل النزيه الذي يمكن أن يراقب أفعالهم) ومثل معركة مد قانون الطوارئ (وهو الأداة الأساسية لتنفيذ مخطط التوريث) ومثل الهجمة المتجددة على الإخوان والجديدة الضارية على حركة كفاية في عودة إلى البطش القمعي المباشر (ولهذا أيضا دوره في إخلاء الساحة أمام عملية التوريث). ومع انشغال القوى المعارضة بهذه المعارك (وهي معارك لابد لها أن تخوفها) يلعب الورثة في الخلفية بهدوء لينفذوا مخططاتهم. ومن أهداف الإخفات الإعلامي كذلك إبعاد مجموعة الورثة عن المسئولية عن الخطط والقرارات الحكومية الفاشلة والعديدة في هذه المرحلة رغم أن هذه السياسات تقوم بها حكومة يفترض أن الورثة أنفسهم هم الذين اختاروا أعضاءها بين شلتهم ويفترض أنهم يشرفون عليها ويوجهونها ويضعوا قراراتها وخططها حسبما كان يقال حتى وقت قريب. ولكن لما أتضح فشل هذه السياسات (وأقول فشل وليس إنعدام شعبية لأن مجموعة الورثة لا تقيم وزنا للشعب أصلا) رأوا على ما يبدو أن تبعد سيطرتهم على الحكومة عن الأنظار حتى لا يتحملوا أوزار هذه السياسات الفاشلة والكارثية والتي تناقض تماما ما يشاع عن عبقرية الورثة . ولكن سوف يعود الضوء بالتدريج إلى مجموعة الورثة مع بدء اتخاذ خطوات عملية محددة في عملية التوريث مثل تغيرات الحزب الوطني مثلا. [email protected]